ففي هذا الحديث أن اتباع الجنازة على مرتبتين:
الأولى: اتباعها من عند أهلها حتى الصلاة عليها.
الثانية: إتباعها من عند أهلها حتى يفرغ من دفنها.
وهذه المرتبة الثانية أفضل للحديث السابق حيث يحصل على قيراطين.
[فائدة: ١]
قوله (من شهدها حتى تدفن) ظاهره أن حصول القيراط متوقف على فراغ الدفن.
وقيل: يحصل بمجرد الوضع في اللحد، لرواية عند مسلم (حتى توضع في اللحد).
وقيل: عند انتهاء الدفن قبل إهالة التراب، لرواية (حتى توضع في القبر) والله أعلم.
قال النووي رحمه الله: وفيما يحصل به قيراط الدفن وجهان … ، قلت: والصحيح أنه لا يحصل إلا بالفراغ من الدفن لرواية
البخاري ومسلم: (ومن تبعها حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان)، وفي رواية مسلم (حتى يفرغ منها) …
ثم قال رحمه الله: والحاصل أن الانصراف عن الجنازة مراتب:
أ-ينصرف عقب الصلاة.
ب-ينصرف عقب وضعها في القبر، وسترها باللبن قبل إهالة التراب.
ج-ينصرف بعد إهالة التراب وفراغ القبر.
د- يمكث عقب الفراغ، ويستغفر للميت ويدعو له، ويسأل له التثبيت.
فالرابعة أكمل المراتب، والثالثة تحصل القيراطين، ولا تحصله الثانية على الأصح ويحصل بالأولى قيراط بلا خلاف. (شرح المهذب)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute