للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ حَدِّ المُسْكِرِ

الخمر لغة: ما خامر العقل وستره، وسمي بذلك لأنها تغطي العقل وتستره.

وهو يطلق على كل ما أسكر العقل من عصير كل شيء أو نقيعه، سواء كان من العنب أم التمر أم غيرهما.

فالخمر: اسم لكل ما أسكر العقل، أي: خامره وستره وغطاه على سبيل اللذة والنشوة والطرب، قال -صلى الله عليه وسلم- (كل مسكر خمر).

فائدة: ١

لماذا سميت الخمر خمراً؟

ذكر علماء اللغة في ذلك خلافاً على أقوال ثلاثة:

الأول: سميت خمراً لأنها تغطى حتى تدرك أي حتى تغلي.

حكاه النووي، والقرطبي، والحافظ بن حجر، والرازي، وعزاه لابن الأعرابي.

الثاني: أنها لما كانت تستر العقل وتغطيه سميت بذلك.

حكاه القرطبي، والحافظ بن حجر، والفيروز آبادي، والنووي، وعزاه للكسائي.

الثالث: سميت خمراً لأنها تخامر العقل أي تخالطه.

حكاه الفيروز آبادي، والقرطبي، وابن حجر، والنووي، وعزاه لابن الأنباري.

وهذه المعاني الثلاثة يجدها الناظر متقاربة بل هي متشابكة لأن أصلها الستر فلا مانع إذا أن تكون سميت الخمر خمراً لهذه الأمور الثلاثة ولا منافاة.

وهذا هو ما جنح إليه جمع منهم العلامة القرطبي إذ قال: فالمعاني الثلاثة متقاربة، فالخمر تركت، وخمرت حتى أدركت ثم خالطت العقل، ثم خمرته والأصل الستر.

<<  <  ج: ص:  >  >>