وقال الباجي في المنتقى شرح موطأ مالك: وهذا نص في أنه لا يجب من الصلوات غير الصلوات الخمس، لا وتر ولا غيره.
ب- وبحديث بعث معاذ إلى اليمن، وفيه:(فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة … ).
قال الشوكاني: وهذا من أحسن ما يستدل به، لأن بعث معاذ كان قبل وفاته -صلى الله عليه وسلم- بيسير.
ج- وَلحديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- قَالَ (لَيْسَ اَلْوِتْرُ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ اَلْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنْ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَه.
د- ولحديث ابن عمر: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر على بعيره) متفق عليه.
وهذا دليل على أن الوتر ليس بواجب، إذ لو كان واجباً لم يصله على الراحلة.
قال النووي: وأما الأحاديث التي احتجوا بها فمحمولة على الاستحباب والندب المتأكد، ولا بد من هذا التأويل للجمع بينها وبين الأحاديث التي استدللنا بها.
وهذا القول هو الصحيح.
[تعريف الوتر]
الوتر اسم للواحدة المنفصلة مما قبلها وللخمس والسبع والتسع المتصلة، كالمغرب اسم للثلاث المتصلة، فإن انفصلت الخمس والسبع بسلامين كالإحدى عشرة كان الوتر اسما للركعة المفصولة وحدها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ تُوتِرُ لَهُ مَا صَلَّى) فاتفق فعله -صلى الله عليه وسلم- وقوله، وصدَّق بعضُه بعضاً. (إعلام الموقعين).