عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، قال ابن عباس: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون) رواه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم واللفظ له، وقال: صحيح على شرطهما.
وقد ذكر العلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان: أن حكمة الرمي معقولة المعنى وذكر هذا الحديث وقال: وعلى هذا الذي ذكره البيهقي فَذِكْرُ الله الذي شرع الرمي لإقامته هو الاقتداء بإبراهيم في عداوة الشيطان ورميه وعدم الانقياد إليه.
فائدة: ٨
قوله (فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَات) دليل على أنه لا بد من الرمي، فلو وضع الحصى وضعاً لم يجزئ.
فائدة: ٩
قوله (بسبح حصيات) دليل على أنه لا يجزئ الرمي بغير الحصى ولو كان ثميناً كالجواهر.
فائدة: ١٠
قوله (يكبر مع كل حصاة) دليل على أنه يشترط رمي الجمرات الواحدة بعد الأخرى، وهذا مذهب جماهير العلماء، فلو رمى الحصيات دفعة واحدة فإنه لا يجزئه إلا عن واحدة.
قال ابن قدامة: وَإِنْ رَمَى الْحَصَيَاتِ دَفْعَةً وَاحِدَةً، لَمْ يُجْزِهِ إلَّا عَنْ وَاحِدَةٍ.