(ويقنت فيها بعد الركوع).
أي: ويقنت (فيها) أي: في الثالثة بعد الركوع.
والمراد بقنوت الوتر: هو الدعاء الذي يدعو به المصلي في آخر ركعة من صلاة الليل (الوتر).
وقد اختلف العلماء في دعاء القنوت في الوتر (المقصود الدعاء عقب الركوع أو قبله في صلاة الوتر) على أقوال:
القول الأول: أن القنوت في الوتر مسنون في جميع السنة.
وهذا قول الشافعية، وهو المذهب عند الحنابلة
أ- لحديث أبيّ بن كعب (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر فيقنت قبل الركوع) رواه النسائي.
ب- ولحديث علي (أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) رواه أبو داود.
وجه الاستدلال: أن استعمال لفظ (كان) يدل على مداومته -صلى الله عليه وسلم- على ذلك.
ج- ولحديث الحسن الآتي إن شاء الله (عَلَّمَنِي رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ اَلْوِتْرِ).
وجه الدلالة: أن تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن هذا الدعاء ليقوله في الوتر، دليل على استحبابه في جميع العام.
د-قال ابن قدامة: لأنه وتر، فيشرع فيه القنوت.
القول الثاني: أنه لا يشرع مطلقاً.
وهذا المشهور عن المالكية، وهو رواية عن ابن عمر.
قالوا: لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قنت في الوتر، وإذا لم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام فهذا دليل على أنه لا يستحب مطلقاً.
القول الثالث: أنه يستحب القنوت في الوتر في النصف الأخير من رمضان خاصة
القول الرابع: أنه سنة يفعل أحياناً ويترك أحياناً.
قال الشيخ الألباني: وإنما قلنا أحياناً لأن الصحابة الذين رووا الوتر لم يذكروا القنوت فيه، فلو كان يفعله دائماً نقلوه جميعاً.