وقال الإمام الشوكاني تعليقاً على حديث عائشة (إن أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة) فيه دليل على أفضلية النكاح مع قلة المهر، وأن الزواج بمهر قليل مندوب إليه؛ لأن المهر إذا كان قليلا، لم يستصعب النكاح من يريده؛ فيكثر الزواج المرغب فيه، ويقدر عليه الفقراء، ويكثر النسل الذي هو أهم مطالب النكاح، بخلاف ما إذا كان المهر كثيراً، فإنه لا يتمكن منه إلا أرباب الأموال، فيكون الفقراء الذين هم الأكثر في الغالب غير مزوجين، فلا تحصل المكاثرة التي أرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فائدة:
بعض مصالح تخفيف الصداق؟
أولاً: العمل بالسنة وامتثال ما أرشدت إليه.
ثانياً: تيسير سبل الزواج.
ثالثاً: أن تخفيفه من أسباب المحبة ودوام المودة.
رابعاً: أن تخفيف الصداق يسهل على الزوج مفارقة زوجته إذا ساءت العشرة، ولم يحصل توافق بينهما.
(وَتَسْمِيَتُهُ فِي العَقْد).
أي: يسن أن يذكر ويسمى الصداق في العقد.
قال ابن قدامة: فِي قَوْلِ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْم.
أ- لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (التمس ولو خاتماً من حديد).
ب- ولقوله -صلى الله عليه وسلم- لعلي - لما أراد أن يتزوج فاطمة - أعطها شيئاً، قلت (أي علي) ما عندي شيء، قال: فأين درعك الحطمية، قلت: هي عندي، قال: فأعطها إياها.