للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب الدعاوَى

الدعاوى: جمع دعوى، وهي: أن يضيف الإنسان إلى نفسه حقاً على غيره.

(وَلَا تَصِحُّ الدَّعْوَى إِلاَّ مُحَرَّرَةً، مَعْلُومَةَ المُدَّعَى بِهِ).

أي: يشترط لصحة الدعوى أن تكون محررة.

المراد بتحرير الدعوَى: تمييزها عما تلتبس به، بحيث يُعلم المدعَى به، فيُذكر قدره وجنسه وصفته وكل ما يحتاج إليه القاضي، حتى يبقى متميزاً ظاهراً.

وإنما اشترط تحريرها، لأن الحكم مرتب عليها.

ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- (إنما أقضي على نحو ما أسمع).

(مَعْلُومَةَ المُدَّعَى بِهِ).

أي: ويشترط أيضاً لصحة الدعوى العلم بالمدعَى به.

فلا يكفي أن يقول أدعي عليه دراهم، بل لا بد ان يذكر قدرها ونوعها.

(تُعْتَبَرُ عَدَالَةُ الْبَيِّنَةِ ظَاهِراً وَبَاطِناً).

البينة: كل ما أبان الحق وأظهره، والمراد بالبينة هنا الشهود.

فيشترط أن يكون الشهود عدولاً في الظاهر والباطن.

لقوله تعالى (وأشهدوا ذوي عدل منكم).

والعدالة: صلاح الدين [بأداء الواجبات وترك المحرمات من إتيان الكبائر أو الاصرار على الصغائر] واستعمال المروءة [وهي استعمال ما يجمله ويزينه].

وذهب ابن تيمية أن العدل من كان معروفاً بالصدق في أقواله، وأخباره، مرضياً عند الناس، حتى وإن لم يكن متصفاً بجميع الصفات التي اشترطها الفقهاء في العدالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>