للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

(وَفِي كُلِّ حَاسَّةٍ دِيَةٌ كَامِلَةٌ، وَهِيَ السَّمْعُ، وَالْبَصَرُ، وَالشَّمُّ، وَالذَّوْقُ

هذا بيان دية المنافع.

وأما المنافع؛ فالمراد بها منافع تلك الأعضاء المذكورة، كالسمع، والبصر، والشم، والكلام، والمشي؛ فكل عضو له منفعة خاصة.

ومن ذلك الحواس الأربع: وهي: السمع، والبصر، والشم، والذوق.

ففي كل حاسة منها إذا ذهبت بسبب الجناية دية كاملة.

قال ابن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن في السمع الدية.

وقال الموفق: لا خلاف في وجوب الدية بذهاب السمع.

وفي كتاب عمرو بن حزم (وفي المشام الدية).

ولقضاء عمر -رضي الله عنه- في رجل ضرب رجلاً فذهب سمعه وبصره ونكاحه وعقله بأربع ديات والرجل حي، ولا يعرف له مخالف من الصحابة.

(وَكَذَا فِي الكَلَامِ)

أي: إذا اعتدى عليه حتى أذهبه بالكلية حتى صار أخرسَ فعليه دية كاملة

(وَالْعَقْلِ).

أي: إذا جنى عليه حتى أذهب عقله فعليه دية كاملة.

(وَمَنْفَعَةُ الْمَشْيِ، وَالأْكْلِ، وَالنِّكَاحِ، وَعَدَمِ استِمْسَاكِ الْبَوْلِ، أَوِ الْغَائِط).

[منفعة المشي]

أي: لو جني عليه حتى أذهب منفعة مشيه، كأن شُلَّت رجلاه فأصبح لا يمشي، وهذا يقع كثيراً كما لو ضرب صلبه مثلاً، وفصل المخ حتى صار لا يتصل بالأسفل فعليه دية كاملة؛ لأنه أذهب منفعة لا نظير لها في الجسم.

[منفعة والأكل]

بأن تذهب شهوة الطعام، أو الانتفاع به، وعدم الاستطاعة عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>