للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فإنْ لم يجد شاخصاً فإلى خطٍ).

أي: إن لم يجد المصلي شاخصاً يصلي إليه، فليصلِ إلى خط.

لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَنْ مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ اِبْنُ حِبَّانَ.

وهذا الحديث وقع خلاف في صحته وضعفه على قولين:

فبعض العلماء ضعفه ومنهم:

سفيان بن عيينة فقد، قال: لم نجد شيئاً نشد به هذا الحديث.

وابن الصلاح، والنووي، وابن عبد الهادي، والعراقي، وابن حزم، والبغوي، والدار قطني، والطحاوي، وأحمد شاكر، والألباني.

[وسبب ضعفه أمور]

أن إسماعيل قد اضطرب في اسم شيخه أبي عمرو بن محمد بن حريث وفي كنيته.

جهالة حال أبي عمرو بن محمد وجهالة جده حريث.

وذهب بعض العلماء إلى تصحيحه منهم: ابن خزيمة، وابن حبان، ونص ابن عبد البر على أن الإمام أحمد وعلي بن المديني صححاه، والحاكم، وابن المنذر، والبيهقي، والسخاوي، والحافظ ابن حجر كما في البلوغ.

والأقرب أنه لا يصح.

• ولذلك اختلف العلماء: هل يخط المصلي خطاً إذا لم يجد سترة على قولين:

القول الأول: أنه لا يخط خطاً.

لأن الحديث ضعيف.

[القول الثاني: أنه يخط.]

ورجحه النووي، وقال: المختار استحباب الخط، لأنه وإن لم يثبت الحديث ففيه تحصيل حريم المصلي.

• صفة الخط:

فقيل: يجعل مثل الهلال. وقيل: يمد طولاً إلى جهة القبلة. وقيل: يمده يميناً وشمالاً.

والأمر في هذا واسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>