السؤر: بقية الطعام والشراب، ومنه كلمة سائر أي: باقي.
فسؤر الهرة طاهر.
لحديث أَبِي قَتَادَة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ -فِي اَلْهِرَّةِ-: (إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنْ اَلطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ) رواه أبو داود.
(إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ) بفتح الجيم، أي: ليست نجسة الذات، وأما النجِس بكسر الجيم فهو الشيء المتنجس. (إنها من الطوافين) جملة تعليلية لعدم نجاسة الهرة، قال الشوكاني: تشبيه للهرة بخدم البيت الذين يطوفون للخدمة.
فالحديث دليل على طهارة سؤر الهرة.
وهذا قول جماهير العلماء.
قوله (إنَّمَا هِيَ مِنْ اَلطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ) هذه لعلة في طهارة سؤر الهرة، أنها من الطوافين، وهم الخدم الذين يقومون بخدمة المخدوم، فهي مع الناس في منازلهم وعند أوانيهم وأمتعتهم، فلا يمكن التحرز منها، والقاعدة (المشقة تجلب التيسير).
• بول الهرة وروثها ودمها نجس.
قال الشيخ ابن عثيمين: لأن هذه الأشياء كلها من محرّم الأكل نجسة.
وقوله (إِنَّمَا هِيَ مِنْ اَلطَّوَّافِينَ .. ) هذه هي العلة التي علل بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي أنها من الطوافين علينا.
وعلى هذا: كل ما يكثر التطواف على الناس، مما يشق التحرز منه فحكمه كالهرة.
ولذلك فالراجح: طهارة سؤر الحمار والبغل.
وهذا قول مالك والشافعي، واختاره ابن قدامة، وابن تيمية، وابن القيم، والسعدي، وابن باز.