للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورجحه البغوي وابن دقيق العيد وجماعة، وهذا هو الراجح.

وقيل: ليس بكبير بمجرده، وإنما صار كبيراً بالمواظبة عليه، ويرشد إلى ذلك السياق، فإنه وصف كلاً منهما بما يدل على تجدد ذلك منه واستمراره عليه.

ب - قال النووي: سبب كونهما كبيرين، أن عدم التنزه من البول، يلزم منه بطلان الصلاة، فتركه كبيرة بلا شك، والمشي بالنميمة والسعي بالفساد من أقبح القبائح.

ج-لم يعرف اسم المقبورين ولا أحدهما، والظاهر أن ذلك كان على عمد من الرواة لقصد الستر عليهما.

قال الحافظ: وما حكاه القرطبي في التذكرة وضعفه عن بعضهم أن أحدهما سعد بن معاذ فهو قول باطل لا ينبغي ذكره إلا مقروناً ببيانه،

ومما يدل على بطلان الحكاية المذكورة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حضر دفن سعد بن معاذ، كما ثبت في الحديث الصحيح، وأما قصة المقبورين ففي حديث أبي أمامة عند أحمد أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لهم: من دفنتم اليوم ههنا؟ فدل على أنه لم يحضرهما. [قاله الحافظ]

د-اختلف في المقبورين:

فقيل: كانا كافرين.

وقيل: كانا مسلمين وهذا هو الصحيح، ويدل لذلك:

أنه جاء عند أحمد (أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مر بالبقيع فقال: من دفنتم هنا؟) فهذا يدل على أنهما كانا مسلمين لأن البقيع مقبرة المسلمين.

هـ-عظم أمر النميمة وأنها من كبائر الذنوب.

وقد قال -صلى الله عليه وسلم- (لا يدخل الجنة نمام) متفق عليه.

و- اختلف العلماء يسن وضع جريدة رطبة على القبر؟

ذهب بعض العلماء إلى أنه يسن ذلك وقد أوصى بذلك بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه-.

والصحيح أنه لا يجوز ذلك.

ورجح ذلك الخطابي والقاضي عياض وقال: لأنه علل غرزهما على القبر بأمر مغيب وهو قوله (ليعذبان).

ومما يدل على أنه لا يجوز ذلك أمور:

أ-حديث جابر الطويل في صحيح مسلم وفيه (إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يبرد عليهما مادام الغصنان رطبين).

ب-أنه لم يكشف لنا أن هذا الرجل يعذب بخلاف النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ج-أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا الظن بالميت، لأننا ظننا به ظن سوء أنه يعذب وما يدرينا فلعله ينعم

د-أن هذا لم يفعله السلف الصالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>