جاء في (الموسوعة الفقهية الكويتية) ولَا يَجْهَرُ فِي صَلَاةِ كُسُوفِ الشَّمْسِ؛ لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَال: (إِنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى صَلَاةَ الْكُسُوفِ، فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ صَوْتًا).
وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ. (الموسوعة).
أ-لحديث ابن عباس قال (انخسفت الشمس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام طويلاً نحواً من سورة البقرة … ) متفق عليه.
قالوا: هذا دليل على أنه لم يسمعه، لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره.
ب-وعن سمرة قال: (صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كسوف لا نسمع له صوتاً … ) رواه الترمذي.
والراجح القول الأول وهو الجهر بالكسوف والخسوف.
وأما الإجابة عن أدلة القول الثاني:
حديث سمرة حديث ضعيف من أجل ثعلبة بن عباد.
وعلى فرض صحته فالمثبت مقدم على المنفي.
وأما حديث ابن عباس، فالجواب عنه من وجوه:
أولاً: أنه جهر ولم يسمعه ابن عباس.
ثانياً: أنه سمع ولم يحفظ ما قرأ به، فقدره بسورة البقرة.
ثالثاً: أن يكون نسي ما قرأ به، وحفظ قدر قراءته، فقدرها بالبقرة، ونحن نرى الرجل ينسى ما قرأ به الإمام في صلاة يومه.
وقد رجح الجهر: الحافظ ابن حجر، والشوكاني، وابن حزم، وابن العربي وغيرهم.
[فائدة]
حمل بعض العلماء (حديث عائشة السابق: فجهر بقراءته) على أنه كان في خسوف القمر، أي: ليلاً، ولم يكن في كسوف الشمس.
وروايات الحديث ترد هذا، لأن فيها التصريح بأن ذلك كان في كسوف الشمس.