وقيل: يقدم، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حين وصل إلى مزدلفة صلى.
قال الشيخ ابن عثيمين: قد يقال: روى البخاري عن ابن مسعود أنه قدم مزدلفة العشاء أو قريباً من العشاء، فأذّن وصلى المغرب، ثم دعا بعشائه فتعشى، ثم أذن فصلى العشاء، وهذا يدل على أنه -رضي الله عنه- لما وصل في هذا الوقت رأى أن لا يجمع، وبناء على هذا نقول: من وصل مبكراً فليصل ثم لينتظر حتى يأتي العشاء فيؤذن ويصلي العشاء، فإن قال الحاج: الراحة لي والأسهل عليّ أن أصلي المغرب من حين أن أصِل وأصلي معها العشاء وأستريح، نقول: ذلك جائز ولا بأس به.
فائدة: ٥
ماذا نستفيد من قول جابر (ثُمَّ اِضْطَجَعَ حَتَّى طَلَعَ اَلْفَجْرُ)؟
نستفيد: أنه يسن أن ينام حتى يصبح.
فائدة: ٦
هل يصلي الوتر أم لا؟
يستثنى الوتر فإنه يصليه ولا يتركه لأسباب:
أولاً: لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يدعه لا سفراً ولا حضراً، حتى كان -صلى الله عليه وسلم- يوتر على راحلته في السفر.
ثانياً: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر به أمراً عاماً بدون استثناء.
ثالثاً: أن عدم النقل ليس نقلاً للعدم، فإما أن يكون جابر سكت عن ذكره لأنه لا يدري، ولهذا لم ينف الوتر كما نفى التنفل في قوله [ولم يسبح بينهما].
رابعاً: أن يكون ترك ذكره للعلم به، ولأنه ليس من المناسك، والحديث في سياق المناسك.