قال ابن حزم: وروينا غسله عن عمر بن الخطاب، وأبي هريرة، وأنس، وسعيد بن المسيب.
أ- لحديث عائشة قالت (كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَغْسِلُ اَلْمَنِيَّ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى اَلصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ اَلثَّوْبِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ اَلْغُسْلِ فِيهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه.
وجه الدلالة: أن الغسل لا يكون إلا للشيء النجس.
ب-لحديث عمار مرفوعاً: (إنما يغسل الثوب من الغائط والبول والمذي والمني والدم والقيء). أخرجه البزار وأبو يعلى وابن عدي في الكامل والدار قطني والبيهقي، وهو حديث لا يصح، قال البيهقي: هذا حديث باطل.
أ- مجموعة من الآثار عن بعض الصحابة أنهم كانوا يغسلون المني.
والصحيح الأول وأنه طاهر، وعليه فلو صلى الشخص وعلى ثوبه مني فصلاته صحيحة.
وأما الجواب عن رواية (كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَغْسِلُ اَلْمَنِيَّ .... )؟
أنه لا معارضة بين حديث الغسل والفرك، لأن الجمع بينهما واضح على القول بطهارة المني، بأن يحمل الغسل على الاستحباب للتنظف لا على الوجوب، وهذه طريقة الشافعي وأحمد وأصحاب الحديث. [الفتح].
فائدة: هناك أربعة أشياء تخرج من قُبُل الإنسان:
أ- المذي: وهو ماء رقيق لزج يخرج عند الشهوة والانتشار كما يحصل عند الملاعبة وتذكر الجماع، وهو نجس إجماعاً.
ب- البول: وهو نجس إجماعاً.
ج- الودي: وهو ماء أبيض كدِر ثخين، يخرج عقب البول، وهو نجس إجماعاً.
د- المني، وسبق تعريفه، وهو طاهر على القول الراجح.
فائدة: الخارج من الإنسان ثلاثة أشياء:
أ- طاهر بلا نزاع، وهو الدمع والريق والمخاط والبصاق والعرق.
ب- نجس بلا نزاع، وهو البول والغائط والمذي والودي.
ج- مختلف فيه، وهو المني.