لأن المعوذات في الشرع إذا أطلقت فإنها تنصرف إلى المعوذات مع سورة الإخلاص كما في حديث عائشة الذي فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينفث على نفسه قبل أن ينام بالمعوذات، وفي الرواية الأخرى قالت: ينفث على نفسه بـ (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس).
وقيل: لا يشرع قراءة سورة الإخلاص بعد الصلاة.
لأن حديث عقبة جاء في رواية (بالمعوذتين).
واختاره ابن حبان، وابن المنذر.
والصحيح الأول.
قوله في حديث اَلْمُغِيرَة -رضي الله عنه- (أَنَّ اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةِ مَكْتُوبَةٍ) فيه أن هذا الدعاء يقال عقب الصلاة المفروضة ولا يقال عقب الصلاة النافلة، كما جاء في حديث كعب بن عجرة قال -صلى الله عليه وسلم- (معقبات لا يخيب قائلهن بعد كل فريضة … )
(ويسن أن يجهر بهذه الأذكار).
أي: ويسن للمصلي أن يجهر بهذه الأذكار بعد الصلاة.
وهذا قال به جماعة من الفقهاء، واختاره الطبري، وابن تيمية، وابن حزم.
عن ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ).
وفي رواية (كنتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِالتَّكْبِيرِ).
وقال ابن حزم رحمه الله: " ورفع الصوت بالتكبير إثر كل صلاة حسن.
ونقل البهوتي في "كشاف القناع" (١/ ٣٦٦) عن شيخ الإسلام ابن تيمية استحباب الجهر: (قال الشيخ [أي ابن تيمية]: ويستحب الجهر بالتسبيح والتحميد والتكبير عقب كل صلاة.
وذهب بعض العلماء: إلى أنه لا يستحب.
وهو قول الشافعي والجمهور.