(وَلَيْسَتِ الكَفَاءَةُ ـ وَهِيَ دِينٌ ونسب - شَرْطاً فِي صِحَّتِهِ).
أي: أن الكفاءة في الدين ليست شرطاً في صحته، لكن للزوم النكاح، فلِمن لم يرض من المرأة أو الأولياء الفسخ.
الكفاءة لغة: المماثلة و المساواة، فيقال: فلان كفء لفلان، أي مساوٍ له، وكل شيء يساوي شيئاً فهو مكافئ له، وكُفء و كَفء و كِفء والجمع أكفاء و كِفاء بمعنى مثلٌ و نظير. و في الحديث (المؤمنون تتكافأ دماؤهم).
والكفاءة اصطلاحاً: هي المماثلة بين الزوجين في أمور مخصوصة.
[وقد اختلف العلماء: هل الكفاءة شرط لصحة النكاح أم لا على أقوال]
القول الأول: أن النسب معتبر به في الكفاءة، وهو شرط لصحة النكاح. (الأعجمي ليس كفواً للعربية).
أ- لحديث (اَلْعَرَبُ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ، وَالْمَوَالِي بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ، إِلَّا حَائِكٌ) وهو حديث لا يصح.
ب- عن عائشة قالت (تخيروا لنطفكم، وأنكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم) رواه ابن ماجه.
وجه الاستدلال: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بإنكاح الأكفاء، والكفاءة إذا أطلقت انصرفت إلى النسب؛ لأنّ العرب يعدُّون الكفاءة في النسب، ويأنفون من نكاح الموالي، ويرون ذلك نقصًا وعارًا، فإذا أطلقت الكفاءة وجب حملها على المتعارف، وهو النسب.
ج- قال عمر (لأمنعن تزوج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء) رواه البيهقي.
وجه الاستدلال: ظاهر في منع عمر ذوات الأحساب - وهي الأنساب - إلا ممن كافأهنّ في ذلك.
لكن هذا لا يثبت عن عمر.
فيه تدليس حبيب. قال ابن حجر: ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس.