للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إنه لما تخفف من أذية الجسم دعا الله أن يخفف عنه أذية الإثم.

قال ابن القيم: إن النجو يثقل البدن ويؤذيه باحتباسه، والذنوب تثقل القلب وتؤذيه باحتباسها فيه، فهما مؤذيان مضران بالبدن والقلب، فحمد الله عند خروجه على خلاصه من هذا المؤذي لبدنه وخفة البدن وراحته، وسأل الله أن يخلصه من المؤذي الآخر، ويريح قلبه منه، ويخففه.

والصحيح ما قاله الشوكاني.

• وردت أدعية تقال بعد الخروج من الخلاء غير هذا الدعاء لكنها لا تصح.

حديث أنس: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني) رواه ابن ماجه، وفيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف جداً.

وعن ابن عمر (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل الخلاء قال: أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم. وإذا خرج قال: الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى فيّ قوته، وأذهب عنّي أذاه) رواه ابن السني وهو ضعيف.

(ويستحب أنَ يَعْتَمِدُ فِي جُلُوسِهِ عَلَى رِجْلِهِ اَلْيُسْرَى، وَيَنْصِبُ اَلْيُمْنَى).

أي: ويستحب أن يعتمد عند قضاء الحاجة على رجله اليسرى.

أ-لحديث سراقة بن مالك قال: (علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الخلاء أن نقعد على اليسرى وننصب اليمنى). رواه البيهقي وهو حديث ضعيف

ب- وقالوا: إن ذلك يسهل خروج الخارج، وفيه أيضاً إكراماً لليمين.

لكن الحديث ضعيف، والحديث الضعيف لا تثبت به الأحكام الشرعية.

فإن ثبت من الناحية الطبية أن هذه الجلسة مفيدة صارت مطلوبة لا من جهة أنها من السنة، ولكن من جهة أنها من المصلحة، لأن كل ما فيه مصلحة فإنه مأمور به.

<<  <  ج: ص:  >  >>