للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ووقت الفجر من ذلك إلى طلوع الشمس).

أي: ويبدأ وقت الفجر من طلوع الفجر الثاني.

قال ابن قدامة: وجملته أن وقت الصبح يبدأ بطلوع الفجر الثاني إجماعاً.

وقال النووي: وأجمعت الأمة على أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق وهو الفجر الثاني.

أ-لحديث عبد الله بن عمرو السابق، حيث جاء في رواية (وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الأَوْسَطِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَي شَيْطَان).

ب- وفي حديث أبي موسى (أنه -صلى الله عليه وسلم- أقام الفجر حين انشق القمر) رواه مسلم.

ج- وفي حديث بريدة (أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ: صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ، يَعْنِى الْيَوْمَيْنِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِلَالاً فَأَذَّنَ ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرَ، … الحديث وفيه: ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ) رواه مسلم.

وينتهي وقتها بطلوع الشمس.

لحديث عبد الله بن عمرو السابق (ووقت صلاة الصبح ما لم تطلع الشمس).

(والصلاة في أول وقتها أفضل).

أي: أن فعل الصلاة في أول وقتها أفضل.

ومما يدل على استحباب ذلك، أدلة عامة، وأدلة خاصة.

الأدلة العامة:

قوله تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ … ).

وقوله تعالى (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ … ).

ولحديث ورد في ذلك (الصلاة في أول وقتها) عند من صححها.

ومما يدل تفضيل ذلك، ما يعرض للآدميين من الأشغال والنسيان والعلل.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يبادر بالصلاة بعد الأذان، بعد وقت يتوضأ فيه المتوضئ ويتهيأ فيه.

وبعضهم استدل بحديث ابن مسعود في الصحيحين الذي سبق (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا).

وقد اختلف العلماء في معنى: الصلاة على وقتها، على قولين:

فقيل: المعنى أداء الصلاة في الوقت سواء كان في أول الوقت أو وسطه أو آخره، بحيث لا يخرجها عن وقتها.

وقيل: أي في أول وقتها.

والصحيح الأول. [لوقتها] أي أدائها في الوقت، ونأخذ أفضلية أول الوقت من أدلة أخرى.

وقد جاء في رواية (أَفْضَلُ اَلْأَعْمَالِ اَلصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا) رَوَاهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وضعف بعض العلماء هذه الرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>