للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• والسبب في أن تأخير العشاء أفضل:

أولاً: أن فيه انتظاراً للصلاة، وفي الحديث (ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة).

ثانياً: أن تأخيرها يوافق سكون الناس وهذا أدعى إلى الخشوع.

• قوله في الحديث (وَكَانَ يَكْرَهُ اَلنَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا) فيه دليل على كراهة النوم قبل صلاة العشاء.

قال النووي: قال العلماء: وسبب كراهية النوم قبلها أنه يعرضها لفوات وقتها باستغراق النوم، أو لفوات وقتها المختار والأفضل، ولئلا يتساهل الناس في ذلك فيناموا عن صلاتها جماعة.

وفيه دليل أيضاً على كراهة الحديث بعدها.

قال العلماء: والمكروه من الحديث بعد العشاء هو ما كان في الأمور التي لا مصلحة فيها (نووي).

والسبب: أنه يؤدي إلى السهر، ويخاف فيه غلبة النوم عن صلاة الفجر، أو قيام الليل، ولأن السهر بالليل سبب للكسل في النهار عما يتوجب من حقوق الوالدين من الطاعات ومصالح الدين.

• يستثنى: ما فيه مصلحة وخير، فلا كراهة فيه، كمدارسة العلم، وحكايات الصالحين، ومحادثة الضيف، والعروس للتأنيس. [قاله النووي].

ولذلك بوب البخاري [باب السهر في الفقه والخير بعد العشاء].

ثم ذكر حديث ابن عمر قال: (صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيتكم ليلتكم … ).

وبوب أيضاً [باب السهر مع الضيف والأهل].

وذكر حديث أبي بكر مع أضيافه.

وقد روى الترمذي من حديث عمر (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسهر هو وأبو بكر في الأمر من أمور المسلمين وأنا معهما).

• المراد في الحديث في قوله -صلى الله عليه وسلم- (وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا) الحديث المباح، لأن المحرّم لا اختصاص لكراهته بما بعد صلاة العشاء، بل هو

حرام في الأوقات كلها.

و- قوله في حديث أبي برزة (الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ) اختلف العلماء في تسمية العشاء بالعتمة على أقوال:

القول الأول: الجواز.

لحديث أبي هريرة. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- (لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>