فائدة: ٣
معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- (إلا رجل كان يصوم. . .):
معنى الاستثناء: أن من كان له ورد فقد أذن له فيه، لأنه اعتاده وألفه، وترك المألوف شديد، وليس ذلك من استقبال رمضان في شيء، ويلحق بذلك القضاء والنذر لوجوبهما.
فيجوز تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين في حالتين:
الأولى: من كان له عادة بصوم يوم معين، كيوم الاثنين أو الخميس، فلا بأس بذلك لزوال المحذور.
والثانية: من يصوم واجباً كصوم نذر أو كفارة أو صيام قضاء رمضان السابق، فكل هذا جائز، لأن ذلك ليس من استقبال رمضان.
فائدة: ٤
استدل بعض العلماء بحديث (لا تقدموا رمضان. . .) على ضعف حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا. رواه أبو داود
قال أحمد وابن معين: إنه منكر. (الفتح).
قال ابن حجر: وقد استدل البيهقي بحديث الباب على ضعفه فقال: الرخصة في ذلك فيما هو أصح من حديث العلاء، وكذلك صنع قبله الطحاوي.
وحديث (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا … ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطحاوي وابن حبان وعبد الرزاق والنسائي.
وهذا الحديث اختلف العلماء في تصحيحه وتضعيفه.
قال ابن رجب: اختلف العلماء في صحة هذا الحديث، فصححه غير واحد، منهم الترمذي وابن حبان والحاكم والطحاوي وابن عبد البر.
وتكلم فيه من هو أكبر من هؤلاء وأعلم، وقالوا: هو حديث منكر، منهم عبد الرحمن بن مهدي، والإمام أحمد، وأبو زرعة الرازي، والأثرم، وقال الإمام أحمد: لم يرو العلاء حديثاً أنكر منه، وردّه بحديث: (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين)، فإن مفهومه جواز التقدم بأكثر من يومين. … (لطائف المعارف).
ويدل على ضعفه:
أ-الحديث السابق (لا تقدموا رمضان بصوم يوم .... ).
ب-وحديث (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم أكثر شعبان).
[فائدة: ٥]
قوله -صلى الله عليه وسلم- (لا تقدموا رمضان) دليل على أنه يجوز أن يقال رمضان من غير ذكر الشهر بلا كراهة.