للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال السندي رحمه الله: الظَّاهِر أَنَّهُ كَانَ يَفْعَل ذَلِكَ أَحْيَانًا وَيَتْرُك أَحْيَانًا، لَكِنَّ غَالِب الْعُلَمَاء عَلَى تَرْك الرَّفْع وَقْت السُّجُود، وَكَأَنَّهُمْ أَخَذُوا بِذَلِكَ بِنَاء عَلَى أَنَّ الْأَصْل هُوَ الْعَدَم، فَحِين تَعَارَضَتْ رِوَايَتَا الْفِعْل وَالتَّرْك: أَخَذُوا بِالْأَصْلِ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ " انتهى.

• وذهب الأكثرون إلى ترجيح عدم الرفع؛ لأنه المحفوظ رواية ودراية، وحكموا على روايات الرفع بالشذوذ، وأن الراوي أخطأ فذكر الرفع بدل التكبير؛ لأن الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكبر في كل خفض ورفع، كما في البخاري، ومسلم.

وروى الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر).

قال الترمذي عقبه: " حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَغَيْرُهُمْ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ التَّابِعِينَ، وَعَلَيْهِ عَامَّةُ الْفُقَهَاءِ وَالْعُلَمَاءِ " انتهى.

(ويكون أول ما يقع منه على الأرض ركبتاه، ثم كفاه، ثم جبهته وأنفه).

أي: أن السنة للمصلي أن يبدأ إذا سجد بركبتيه أولاً، ثم يديه.

وإلى هذا ذهب عامة أهل العلم، فهو مذهب أبي حنيفة، والشافعي، والمشهور عند أحمد، وإليه ذهب جماعة من الصحابة والتابعين، واختاره ابن المنذر، والخطابي، وابن القيم، وابن باز، وابن عثيمين.

أ-لحديث وائل بن حجر (رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه) رواه أبو داود.

وهذا الحديث اختلف فيه العلماء:

فضعفه جماعة: كالبيهقي، والدارقطني، والمباركفوري، والألباني.

وصححه جماعة: كالنووي، وابن القيم، والخطابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>