ومن أقوال ابن الجوزي: الأمل مذموم إلا للعلماء فلولاه ما صنفوا، وإني رأيت خلقاً كثيراً غرهم الشباب ونسوا فقد الأقران، وألهاهم طول الأمل، ومن الاغترار طول الأمل، وما من آفة أعظم منه، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.
ويجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعداً.
(والإكثار من ذكرهِ).
أي: ويسن الإكثار من ذكر الموت.
لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اَللَّذَّاتِ: اَلْمَوْتِ) رَوَاهُ اَلتِّرْمِذِي.
قال ابن رجب: في الإكثار من ذكر الموت فوائد:
منها: أنه يحث على الاستعداد له قبل نزوله، ويقصّر الأمل، ويُرضي بالقليل من الرزق، ويزهد في الدنيا، ويرغب في الآخرة، ويهوّن مصائب الدنيا، ويمنع من الأشر والبطر والتوسع في لذات الدنيا.
قال -صلى الله عليه وسلم- (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة) وفي رواية (وترق القلب وتدمع العين).
قال الحسن: من أكثر من ذكر الموت هانت عليه مصائب الدنيا.
وقال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة. ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العباد