للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الجهاد]

الجهاد لغة: استفراغ الوسع والطاقة من قول أو فعل.

واصطلاحاً: قال الحافظ ابن حجر: بذل الجهد في قتال الكفار.

(فضلُهُ عظِيم).

أي: أن الجهاد فضله عظيم، جاءت النصوص الكثيرة في بيان فضله وعلو منزلته في الإسلام.

أولاً: أن الروحة في سبيل الله خير من الدنيا بما فيها.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَال (لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا). متفق عليه

قوله (خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) قولان:

قيل: فَضْل الْغَدْوَة وَالرَّوْحَة فِي سَبِيل اللَّه وَثَوَابهمَا خَيْر مِنْ نَعِيم الدُّنْيَا كُلّهَا لَوْ مَلَكهَا الْإِنْسَان، وَتَصَوَّرَ تَنَعُّمه بِهَا كُلّهَا؛ لِأَنَّهُ زَائِل وَنَعِيم الْآخِرَة بَاقٍ.

وقيل: أن ثواب الغدوة والروحة أفضل من الدنيا وما فيها لو ملكها مالك، فأنفقها في وجوه البر والطاعة غير الجهاد.

قال ابن دقيق العيد: والثاني: أن المراد أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل لمن لو حصلت له الدنيا كلها لأنفقها في طاعة الله تعالى.

قلت -ابن حجر- ويؤيد هذا الثاني ما رواه بن المبارك في كتاب الجهاد من مرسل الحسن قال بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيشاً فيهم عبد الله بن رواحة فتأخر ليشهد الصلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم، والحاصل أن المراد تسهيل أمر الدنيا وتعظيم أمر الجهاد. (الفتح).

<<  <  ج: ص:  >  >>