للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله به على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل.

ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة.

ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعدة عنها. (٣١٠/ ٣١٢).

(ووقت الصحة أفضل).

أي: الصدقة والإنفاق وقت الصحة والنشاط أفضل من وقت المرض.

أ- لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قَالَ (جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رسولَ الله، أيُّ الصَّدَقَةِ أعْظَمُ أجْرَاً؟ قَالَ: ((أنْ تَصَدَّقَ وَأنتَ صَحيحٌ شَحيحٌ، تَخشَى الفَقرَ وتَأمُلُ الغِنَى، وَلَا تُمهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغتِ الحُلقُومَ قُلْتَ لِفُلان كذا ولِفُلانٍ كَذا، وقَدْ كَانَ لِفُلان) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

(أيُّ الصَّدَقَةِ أعْظَمُ أجْرَاً؟) وفي رواية (أي الصدقة أفضل) أي: في وقت يكون فعلها أفضل، فهو لم يسأل عن كميتها ولا في نوعها، وإنما يريد ما هو الوقت الأفضل الذي تكون فيه الصدقة أفضل من غيرها. (أنْ تَصَدَّقَ وَأنتَ صَحيحٌ) البدن، والمراد بالصحيح هنا من لم يدخل في مرض مخوف. (شَحيحٌ) النفس، أي: من شأنه الشح للحاجة إلى المال، وفي رواية للبخاري (وأنت صحيح حريص). (تَخشَى الفَقرَ) بإخراج المال من يدك. (وتَأمُلُ الغِنَى) أي: تطمع فيه وترجوه، وفي رواية للنسائي (وتأمل العيش) والعَيْش - بفتح فسكون - الحياة، أي: ترجو الحياة. (وَلَا تُمهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغتِ الحُلقُوم) بلغت الروح، والمراد قاربت بلوغ الحلقوم إذ لو بلغته حقيقة

لم تصح وصيته ولا صدقته ولا شيء من تصرفاته باتفاق الفقهاء. (قُلْتَ لِفُلان كذا ولِفُلانٍ كَذا، وقَدْ كَانَ لِفُلانٍ) قال الخطابي: المراد به الوارث، وقال غيره: المراد به سبق القضاء به للموصى له، ويحتمل أن يكون المعنى أنه قد خرج عن تصرفه وكمال ملكه واستقلاله بما شاء من التصرف فليس له في وصيته كبير ثواب بالنسبة إلى صدقة الصحيح الشحيح. (نووي).

<<  <  ج: ص:  >  >>