للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة:

عقوبة من لم يفِ بالنذر:

أولاً: أن الشرع جاء بذمه، وبيَّن أنهم سيأتون بعد خير القرون.

عن عِمْرَان بْن حُصَيْن عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ فَمَا أَدْرِي قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ قَوْلِهِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَن). متفق عليه

ثانياً: ويخشى إذا لم يفعله أن يُعاقبه الله تعالى بالنِّفاق في قلبه.

قال تعالى: (فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ* وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ).

(ولا ينعقد إلا بالقول).

أي: أن النذر لا ينعقد إلا بالتلفظ به.

قال النووي (الصحيح بالاتفاق أنه لا يصح إلا بالقول، ولا تنفع النية وحدها، وليس له صفة معينة، بل كل ما دل على النذر فهو نذر مثل: لله علي عهد. . .، ولله على نذر. . .).

وقال في (الإنصاف) ولا يصح (النذر) إلا بالقول، فإن نواه من غير قول: لم يصح، بلا نزاع. انتهى.

فلو نذر بقلبه فهذا لا عبرة به، فلو نوى إن شفى الله مريضه أن يصوم شهراً، فلا يلزمه شيء ما دام أنه لم يتلفظ به.

(من مكلف مختار).

أي: أن النذر لا يصح إلا من بالغ عاقل مختار.

لقوله -صلى الله عليه وسلم- (رفع القلم عن ثلاثة .. وذكر: الصبي حتى يبلغ، والمجنون حتى يفيق).

<<  <  ج: ص:  >  >>