للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَيَلْزَمُهُمُ التَّمَيُّزُ عَنِ المُسْلِمِيْنَ).

أي: ويلزم أهل الذمة أن لا يتشبهوا بالمسلمين، بل يتميزوا عنهم في الحياة والممات.

في الممات: فيلزم أن تكون قبورهم منفردة عن المسلمين، فلا يقبرون مع المسلمين.

وأما في الحياة، فقال قال ابن قدامة:

ويلزمهم التميز عن المسلمين في أربعة أشياء: لباسهم، وشعورهم، وركوبهم، وكناهم.

في لباسهم: لما روى إسماعيل بن عياش عن غير واحد من أهل العلم قالوا: كتب أهل الجزيرة إلى عبد الرحمن بن غنم: إنا شرطنا على أنفسنا أن لا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر.

ولا يمنعون من لبس فاخر الثياب، والطيلسان لأن التميز حصل بما ذكرناه.

وأما التميز في الشعور: فبأن يحذفوا مقاديم رؤوسهم ولا يفرقون شعورهم لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- فرق شعره.

وأما التميز في الركوب: فلا يركبون الخيل لأن ركوبها عز، ولهم ركوب ما سواها على غير السروج.

لا يتكنون بكنى المسلمين كأبي القاسم و أبي بكر و أبي عبد الله ونحوها، ولا يمنعون من الكنى بالكلية، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لأسقف نجران: [أسلم أبا الحارث] و قال عمر لنصراني: يا أبا حسان أسلم تسلم. … (الكافي).

(وَلَهُمْ رَكُوبُ غَيْرِ خَيلٍ).

كالحمير والإبل.

فلا يركبون الخيل: لما فيها من العز والشرف.

(وحَرُمَ تعظيمُهُم).

كتصديرهم في المجالس، والقيام لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>