وعن أبي ذَر. قال (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ قَالَ «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ». قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ «الْمَسْجِدُ الأَقْصَى». قُلْتُ كَمْ بَيْنَهُمَا قَالَ «أَرْبَعُونَ عَامًا ثُمَّ الأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ فَحَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَل) متفق عليه.
وهو مبارك.
كما قال تعالى (مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِين).
والبركة كثرة الخير ودوامه، وليس في بيوت العالم أبرك منه، ولا أكثر خيراً منه، ولا أدوم منه، ولا أنفع للخلائق.
وأنه أحد المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها.
كما تقدم في قوله -صلى الله عليه وسلم- (لَا تُشَدُّ الرِّحَال إِلاَّ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأْقْصَى).
وأن الله تعالى أضافه إلى نفسه.
كما قال تعالى (وطهر بيتيَ)، فاقتضت هذه الإضافة الخاصة من الإجلال والتعظيم والمحبة ما اقتضته.
وجعل الله قصده مكفراً لما سلف من الذنوب.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّه) متفق عليه.