للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يقال: إن الغلول يحرم الشهيد من الوصول إلى مقام الشهادة العليا، والذي به يُغفر له كل الذنوب، وإن كان لا يحرمه من أصل الشهادة وفضيلتها.

- الغال جزاؤه يحرق رحله كله (كالأواني، وشداد البعير، والسرج، والمِقود) إلا السلاح والمصحف وما فيه روح.

هذا المذهب.

لحديث عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (إِذَا وَجَدْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ غَلَّ فَأَحْرِقُوا مَتَاعَهُ وَاضْرِبُوهُ). رواه أبو داود (وضعفه أبو داود والبيهقي والحافظ)

أَمَّا الْمُصْحَفُ، فَلَا يُحَرَّقُ؛ لِحُرْمَتِهِ.

وما فيه روح: كالبعير والفرس، فاَلْحَيَوَانُ لَا يُحَرَّقُ؛ لِنَهْيِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إلَّا رَبُّهَا، وَلِحُرْمَةِ الْحَيَوَانِ فِي نَفْسِهِ، وَلِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ فِي اسْمِ الْمَتَاعِ الْمَأْمُورِ بِإِحْرَاقِهِ، وَهَذَا لَا خِلَافَ فِيهِ.

وذهب بعض العلماء: إلى أنه لا يحرق متاعه.

وهذا قول جماهير العلماء.

قال القرطبي: وَعِنْدَ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِمْ وَاللَّيْثِ: لَا يُحَرَّقُ مَتَاعُهُ.

وقال النووي: وَاخْتَلَفُوا فِي صِفَة عُقُوبَة الْغَالّ. فَقَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء وَأَئِمَّة الْأَمْصَار: يُعَزَّر عَلَى حَسَب مَا يَرَاهُ الْإِمَام، وَلَا يُحَرَّق مَتَاعه، وَهَذَا قَوْل مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَبِي حَنِيفَة وَمَنْ لَا يُحْصَى مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدهم.

أ- لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يُحَرِّقْ مَتَاعَ الرَّجُلِ الَّذِي أَخَذَ الشَّمْلَةَ، وَلَا أَحْرَقَ مَتَاعَ صَاحِبِ الْخَرَزَاتِ الَّذِي تَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، وَلَوْ كَانَ حَرْقُ مَتَاعِهِ وَاجِبًا لَفَعَلَهُ -صلى الله عليه وسلم-، وَلَوْ فَعَلَهُ لَنُقِلَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ. (التفسير).

ب- وَلِأَنَّ إحْرَاقَ الْمَتَاعِ إضَاعَةٌ لَهُ، وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ إضَاعَةِ الْمَالِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>