قال ابن رجب: وقد دل الحديث على فضل هذا الذكر في الصلاة، وأن المأموم يشرع له الزيادة على التحميد بالثناء على الله عز وجل، كما هو قول الشافعي وأحمد في رواية.
وأن مثل هذا الذكر حسنٌ في الاعتدال من الركوع في الصلوات المفروضات؛ لأن الصحابة -رضي الله عنهم- إنما كانوا يصلون وراء النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلوات المفروضة غالباً، وإنما كانوا يصلون وراءه التطوع قليلا.
وفيه أيضاً: دليل على أن جهر المأموم أحيانا وراء الإمام بشيء من الذكر غير مكروه، كما أن جهر الإمام أحياناً ببعض القراءة في صلاة النهار غير مكروه. " فتح الباري " لابن رجب.
وقال الحافظ ابن حجر: قوله: (مباركا فيه) زاد رفاعة بن يحيى: (مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى)، فأما قوله:(مباركاً عليه) فيحتمل أن يكون تأكيداً، وهو الظاهر، وقيل الأول بمعنى الزيادة والثاني بمعنى البقاء …
وأما قوله:(كما يحب ربنا ويرضى) ففيه من حسن التفويض إلى الله تعالى ما هو الغاية في القصد.
والظاهر أن هؤلاء الملائكة غير الحفظة، ويؤيده ما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا:(إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر) الحديث.