إلا أن عمل الصحابة على السجود فيها قد يستأنس به على مشروعيتها، ولا سيما لا يعرف لهم مخالف.
قال النووي: فممن أثبتها: عمر بن الخطاب، وعلي، وابن عمر، وأبو الدرداء، وأبو موسى، وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية، ومالك، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وداود.
قال ابن المنذر: قال أبو إسحاق -يعني السبيعي التابعي الكبير- أدركت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين.
ذهب الشافعية: إلى أنه لا يسجد في سجدة (ص).
لحديث ابن عباس (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سجد في (ص) وقال: سجد هنا داود توبة، ونحن نسجدها شكراً) رواه النسائي.
والصحيح أنها موضع سجود.
أ- لحديث أبي سعيد:(أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ (ص) وهو على المنبر، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما هي توبة نبي، ولكن قد رأيتكم تشزنتم، فنزل وسجد وسجدوا) رواه أبو داود. … (التشزن): التأهب والتهيؤ.
فسجوده -صلى الله عليه وسلم- في الجمعة الأولى وترك الخطبة لأجلها يدل على أنها سجدة تلاوة.