وقال ابن رجب: فإن قيل: فكيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخص شعبان بصيام التطوع فيه مع أنه قال (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم)؟
فالجواب: أن جماعة من الناس أجابوا عن ذلك بأجوبة غير قوية، لاعتقادهم أن صيام المحرم والأشهر الحرم أفضل من شعبان كما صرح به الشافعية و غيرهم.
والأظهر خلاف ذلك وأن صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم.
ويدل على ذلك ما خرجه الترمذي من حديث أنس (سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: شعبان تعظيماً لرمضان) وفي إسناده مقال.
وفي سنن ابن ماجه (أن أسامة كان يصوم الأشهر الحرم فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صم شوالاً) فترك الأشهر الحرم فكان يصوم شوالاً حتى مات) وفي إسناده إرسال.