ثانياً: وصح عن بعض السلف أنهم كانوا يمنعون من يصوم الدهر.
ثالثاً: نصوص المنع أقوى من نصوص الجواز.
والراجح المنع من صومه.
فائدة:
قال ابن رجب: الحكمة من النهي عن استدامة الصيام:
قد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الحكمة في ذلك من وجوه:
منها: قوله -صلى الله عليه وسلم- في صيام الدهر (لا صام ولا أفطر) يعني أنه لا يجد مشقة الصيام ولا فقْدَ الطعام والشراب والشهوة، لأنه صار الصيام له عادة مألوفة، فربما تضرر بتركه، فإذا صام تارة وأفطر تارة حصل له بالصيام مقصوده بترك هذه الشهوات، وفي نفسه داعية إليها، وذلك أفضل من أن يتركها ونفسه لا تتوق إليها.
ومنها: قوله -صلى الله عليه وسلم- في حق داود عليه السلام (كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى) يشير إلى أنه كان لا يضعفه صيامه عن ملاقاة عدوه ومجاهدته في سبيل الله.