للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نام أبو سليمان الداراني فأيقظته حوراء وقالت: يا أبا سليمان، تنام وأنا أُربَى لك في الخدور من خمسمائة عام؟

كانت امرأة حبيب بن محمد الزاهد توقظه بالليل وتقول: ذهب الليل، وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قُدّامنا ونحن قد بقينا، وكانت تقول:

يا راقدَ الليلِ كم ترقدُ … قم يا حبيبي قد دنا الموعدُ

وخذ من الليلِ وأوقاتهِ … ورْداً إذا مأا هجعَ الرُّقدُ

من نامَ حتى ينقضي ليلهُ … لم يبلغ المنزلَ أو يجهدُ

قل لأولي الألبابِ أهلِ التقى … قَنطرةُ العَرْضِ لكم موعدُ

قال أبو الدرداء: صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور.

وقال أحمد بن حرب: عجبت لمن يعلم أن الجنة تزين فوقَه، والنار تضرم تحته، كيف ينام بينهما.

وكان شداد بن أوس إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم، فيقول: اللهم إن النار أذهبت النوم، فيقوم فيصلي حتى يصبح.

وحين سألت ابنة الربيع بن خثيم أباها: يا أبتاه الناس ينامون ولا أراك تنام؟ قال: يا بنية إن أباكِ يخاف السيئات.

ويروى أن طاووساً جاء في السحر يطلب رجلاً، فقالوا: هو نائم، قال: ما كنت أرى أن أحداً ينام في السحر.

• اذكر بعض الأسباب التي تعين على قيام الليل؟

أولها: ترك الذنوب والمعاصي.

فإن الذنوب والمعاصي حاجب بين العبد وبين ربه.

قال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك.

وذكر عن الحسن أن قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل.

وقال سفيان الثوري: حرمت قيام الليل بذنب أحدثته منذ خمسة أشهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>