للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحينما اشتكى شاب إلى الحسن عدم قدرته على القيام بالليل قال له الحسن: قيدتك خطاياك.

وقال بشر بن الحارث: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً.

وقيل لابن مسعود: ما نستطيع قيام الليل، فقال: أقعدتكم ذنوبكم.

وثانيها: من الأسباب التي تعين على قيام الليل قلة الأكل.

لأن الشّبَع مذموم، فهو يكسل عن العبادة، فعلى العبد أن لا يكثر الأكل والشرب حتى لا يغلبه النوم ويثقل عليه القيام.

ولذلك قيل: لا تأكل كثيراً، فتشرب كثيراً، فتنام كثيراً، فتتحسر كثيراً؟

وقد جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع في الآخرة).

قال عمر: إياكم والبطنة، فإنها ثقل في الحياة ونتن في الممات.

وقال لقمان لابنه: يا بني! إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.

وقال أبو سليمان الداراني: من شبع دخل عليه ست آفات: فقْد حلاوة المناجاة، وتعذر عليه حفظ الحكمة، وحرمان الشفقة على الخلْق، لأنه إذا شبع ظن الخلق كلهم شباعاً، وثقل العبادة، وزيادة الشهوات.

وقال محمد بن واسع: من قلّ طُعْمه فهِم وأفْهم وصفَى ورقّ.

وقال عمرو بن قيس: إياكم والبطنة، فإنها تقسي القلب.

وقال الحسن البصري: كانت بلية أبيكم آدم أكلة، وهي بليتكم إلى يوم القيامة.

وقد قيل: إذا أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من الأكل.

وقال إبراهيم بن أدهم: من ضبط بطنه ضبط دينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>