للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والخُضْرِيّة: نَخْلةٌ طَيِّبةُ التَّمر خَضْراءُ؛ أَنْشد شَمِرٌ:

إذا حَملتْ خُضْرِيَّةٌ فَوْقَ طَابَةٍ ... وللشُّهْبِ فَضْلٌ عِنْدنا والبَهَازِرُ

ويُقال: هُو لك خَضِرًا مَضِرًا، بفَتْح الأَوّل وكَسْر الثَّانِي؛ أي: هَنِيئًا مَرِيئًا.

وخَضْرًا لك ونَضْرًا، مثل: سَقْيًا لك ورَعْيًا.

وعَيْشٌ خَضِرٌ، إذا كان غَضًّا رَائِعًا.

والخَضِرُ، أيضا: ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ؛ واحدتُه: خَضِرَةٌ. والجَنْبَةُ، مِن الكَلأ: ما له أَصْلٌ غامِضٌ في الأَرْض، مثل النَّصِيِّ والصِّلِّيَان، وما ليسَ من أَحْرَار البُقُول التي تَهيجُ في الصَّيْف، والنَّعَمُ لا تَسْتَكْثِر منه؛ ومنه حديثُ النَّبيّ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّه قال: وإنّ ممّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطًا أو يُلِمُّ، إلّا آكِلَةَ الخَضِر؛ قال طَرَفةُ:

كبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كَما ... أَنْبَت الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ

وفي قُبُل الصَّيف تَنْبُت عَسالِيجُ الخَضِر من الجَنْبَة، ولها خَضِرٌ في الخَرِيف إذا بَرَد اللَّيْلُ، وتَرَوَّحَت الرِّبَّةُ والخِلْفَةُ.

وفي حَديث عَلِيّ، رضي الله عنه: أنّه خَطَب بالكُوفَة في آخِر عُمره، فقال: سَلِّطْ عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَيَّالَ، يَلْبَسُ فَرْوَتها، ويَأْكُل خَضِرَتَها؛ يَعني: غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها.

ويُقال: لَسْتُ لفُلانٍ بخَضِرَةٍ؛ أي: لَسْتُ له بحَشِيشَةٍ رَطْبَةٍ يَأكُلها سَرِيعًا.

ويُقال لِسَعَفِ النَّخْلِ، ولِجَرِيده الأَخْضَرِ: الخَضَرُ، بالتَّحْرِيك؛ وإيّاه عَنَى سَعْدُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ:

يَظَلُّ يَوْمَ وِرْدِهَا مُزَعْفَرَا ... وهِيَ خَناطِيلُ تَجُوسُ الخضَرَا

أي: تَوَطَّؤُه وتَكْسِرُه.

وقال الدِّينَورِيّ: ذُكِرَ عن خَالدِ بنِ كُلْثُوم أنّه قال: الخَضِرُ، واحدَتُه: خَضِرَةٌ؛ وزَعم أنّها بُقَيْلةٌ يُقَال لها: الخَضِرُ؛ وأَنْشَد قَوْلَ ابنِ مُقْبِلٍ:

يَعْتَادُها قُرَّحٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ ... يَنْفُخْنَ في بُرْعُمِ الحَوْذَانِ والخَضِرِ

ورَوَاه الأَصْمَعِيّ: " والخُضَرِ "، يَذْهَبُ إلى نَبْتٍ أَخْضَر.

ويُقال للخَضِر مِن البُقُول: الخَضْراءُ؛ ومنه الحَدِيثُ: تَجَنَّبُوا مِن خَضْرَائِكم ذَواتِ الرِّيح؛ يعني: الثَّوْمَ والبَصَلَ والكُرَّاثَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>