للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبَعْدَه بأحدٍ وعشرِينَ بيتا:

أمَّا الإمَاءُ فلا يَدْعُونَنِي ولدًا

إذا تُحُدِّث عن نَقْضي وإمْرَارِي

وفي بعض نسخ الصّحاح عَجُزُ البيت فَقَطْ فلا مؤاخذة.

وقال الجوهريّ أيضا: قال الأحوص:

*أيْمَا إلى جَنَّةٍ أيْمَا إلَى نَارِ*

وليس البيت للأحوص، وإنما هو لسعد بن قُوطِ بن سَيّار الجُذَميّ من جَذيمة عبد القيس يهجُو أمَّه وصدره:

*يَا لَيْتَمَا أمُّنا شَالَتْ نَعامَتُهَا*

***

[(أن ي)]

ابنُ الأنْبَارِيّ: واحد آناء الليل إنِّي مثالُ عَصًا لغةً في، وإنْيٍ مثالُ سِقْيٍ ونحْيٍ، ويقل: إن خيرَ فلانَ لبَغِيٍّ أنِيٍّ: أي متأخر، قال ابنُ مقبل:

ثم احْتَمَلْنَ أنِيًّا بَعْدَ تَضْحِيَةٍ

مثلَ المخارِيفِ مِن جَيْلان أوْ هَجَرِ

وقال ابنُ الأعرابيّ: آنَيْتُ وأنَّيْتُ بمعنى واحد.

*ح - أنَى: وادٍ، وإليه تضافُ عَيْن أَنَى، وبعضهم يقولُ: عَيْنُونَى، وهي قُرْبَ مَدْيَن على السّاحل.

***

[(أوي)]

تآوَتِ الطَّيرُ، إذا اجتمعتْ، مثالُ تَعَاوَتْ لُغة في تَأوَتْ مثالُ تَعَوَّتْ.

وقال ابنِ شُميلٍ: أوَّيْتُ بالخيل تَأوِيَةً، إذا دعوْتَها آوُ لِترِيع.

قال الأزهريّ: وهو معروف من دُعاء العرب خيلَها إذا كانتْ مُسَيَّبَةً تَرُودُ، وكنت بالبادية مع غلام عربيٍّ يومًا من الأيام في خيل تُنَدِّيها على الماء وهي مهجَّرَةٌ تَرُودُ في جَنَاب الحِلَّة فهبَّتْ ريحٌ ذاتُ إعصار، وجَفَلَتِ الْخَيْلُ، وركبَتْ رءوسها ولم نَضْبطُها، فنادى رجل مِن بني مضرِّسٍ الغلامَ الَّذي كانَ معي، وقال له: ألا وأهِبْ بهَا، أي بالخيل، ثم أَوِّبْهَا تَرعْ إلى صوتك، فرفع الغلام صوتَه وقال: هابِ هابِء ثُمَّ قال: آوُ، فراعت الخيل إلى صوته وقامتْ إلى أنْ صَرَفَ وجُوُهَهَا إلى الحِلَّةَ، ومن هذا قول ابن الرِّقاع:

هُنَّ عُجْمٌ وَقَدْ عِلْمَن مِن الْقَوْ

لِ هبِي واجْدَمِي وآوُ وقُومي

<<  <  ج: ص:  >  >>