للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقول: وَوَّيْتُ واوًا حَسنَةً، قاله الكسائيُّ.

وغيرُه يقول: أَوَّيْتُ ووَوَّيْتُ.

وأبو الفَرَجِ محمد بن أحمدَ الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الملقَّب بالواو.

وقال الكسائيّ: تقولُ العرب: كلمةٌ مُأَوَّاةٌ مثلُ مُعَوَّاةٍ؛ أي مَبْنِيَّةٌ على بناتِ الواو. وقال غيرُه: كلمةٌ مُوَيَّاةٌ مِن بنات الوَاو، وكلمةٌ مُيَوَّاةٌ مِن بَناتِ الماء. وأما الَّليث فإنَّه قال: كلمةٌ مُؤَيَّاةٌ، أَيْ مَبْنِيَّة من بَنَاتِ الياءِ، قال: وإذا صَغَّرْتَ الياءَ قُلْتَ: أُبْيَّةٌ، ولو صغَّرتَ الوَاو قُلْتَ: أُوَيَّةٌ.

***

[(ها)]

أمَّا قولُ شَبِيبِ بن البَرْصَاءِ:

تُفَلِّقُ ها مَنْ لَمْ تَنَلْهُ رِمَاحُنَا

بِأَسْيَافِنا هامَ المُلُوكِ القَمَاقِمِ

فإن أبا سعيد، قالَ: هذا تقديمٌ مَعْنَاه التأخير، إنما هو نُفَلِّقُ بأَسْيَافِنَا هامَ المُلوكِ القَمَاقِمِ ثم قال: ها مَنْ لَمْ تَنَلْه رِمَاحُنَا، فهي تَنْبِيهٌ.

وقال الجوهريّ: ورُبَّما حُذِفَتْ مِنْ "هو" "الواو" في ضرورة الشِّعر، كما قال:

فَبَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَهُ قالَ قَائلٌ

لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلَاطِ تَجِيبُ

وهكذا أَنْشَدَه سِيبوَيْه، وعَزَاه إلى العُجَيْر السَّلُولِيِّ، والروايةُ "ذَلُولُ" والقافيةُ لامِيَّة، ويروى للمِخْلَبِ الهِلاليّ، وهو للعُجَيْر، وبعده:

مُحَلَّى بأطْواقٍ عِنَاقٍ كأنَّها

بَقَايَا لُجَيْنٍ جَرْسُهُنَّ صَلِيلُ

وقال الجوهريّ أيضا: وقد أَتَتْ هذه الهاء في ضرورة الشعر، كما قال:

هُمُ القائِلُون الخَيْرَ والآمِرُونَهُ

إذا ما خَشُوا مِنْ مُعْظَم الأَمْرِ مُفْظِعَا

والروايةُ: "مِنْ مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَمَا".

وهكذا أنشده سيبويه، وقال أبو الهيثم: بَنُو أَسدٍ تُسَكِّنُ الواوَ والياءَ مِنْ "هُوَ" "وَهِيَ"، يقولون: هُو زَيْدٌ، وهِي هندٌ، قال:

وكُنَّا إذا مَا كَانَ يَومَ كَرِيهَةٍ

فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فِتْيانُ

ومن العرب مَنْ يُشَدِّدُ الواوَ والياءَ، فيقولُ: هُوَّ وَهِيَّ؛ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>