[(د خ ن)]
قوله تعالى: {يَوْمَ تأتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}، أَيْ بجدْب بَيِّن.
يقال: إنَّ الجائع كان يرى بَيْنَهُ وبَيْن السماء دُخَانًا من شدّة الجُوعِ.
ويقالُ: بَلْ قيل للجُوعِ: دُخَانٌ، ليُبْسِ الأرض في الجَدْب وارتفاع الغُبَار، فشبَّه غبرتها بالدُّخان، ومِنْه قيلَ لسنةَ المجاعة: غَبْرَاء، وجُوعٌ أغْبَر.
ورُبَّما وضَعَت العرب الدُّخان موضع الشيء إذا عَلَا، فيقُولون: كان بَيْنَنَا أمرٌ وارْتَفَع له دخانٌ:
وقال ابنُ دُرَيد: الدَّخْنَاءَ: ضرب من العصافير.
والمِدْخَنة: المِجْمَرَةُ.
وقال اللَّيث: الدَّاخِنة: كُوَّى فيها إرْدَباتٌ تُتَّخذ على المقالي والأتُونَات.
وأنشَد لكعْب بن زهير:
يُثِرْنَ الغُبَار عَلَى وَجْهِهِ
كَلَوْن الدَّواخِن فوق الإرِينا
وقد قيل: إن الدَّخَن في قول المُعطّل الهُذَلِيّ أو في قَوْل أبي قُلابة، فقد رُوِي لهما جميعا:
لَيْنٌ حُسامٌ لا يُليقُ ضَرِيبَةً
في مَتْنه دَخَنٌ وأَثرٌ أحْلَسُ
هو الفِرِنْد، فجمَع بين الدَّخَن والأثْر لاختلاف اللَّفظين.
وقال الزَّجَّاج: أَدْخَنَتِ النَّار، لغةٌ في دَخَنَتْ.
ودُخينٌ مصغَّرا هو دُخَيْنُ بنُ عامرٍ الحَجْرِيّ: كاتب عُقْبَة بن عامرٍ رضي الله عنه، وهو من التابعين.
*ح - أدْخَنَ الزَّرْعُ: اشْتَدَّ حَبُّه وسَمِنَ. وقال ابن السِّكِّيت: وصغُّروا الدُّخانَ "دُوَيْخِنًا"، لأنهم يقولون في الجمع دَوَاخِن.
***
[(د خ ش ن)]
أهمله الجوهريّ.
وقال الفرّاء: الدَّخْشَنُ: الحَدَبةُ.
وأنشد:
حُدْبٌ حَدَابيرُ من الدَّخْشَنِّ
تركْنَ راعيهنَّ مثلَ الشَّنِّ
ثقَّل النونَ للضَّرُورة.
ودُخشن بالضم: من الأعلام.