للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ف ص ل)]

اللَّيْثُ: الفَصْلُ مِنَ الجَسَدِ: مَوْضِعُ المَفْصِلِ؛ وبَيْنَ كُلِّ فَصْلَيْنِ وَصْلٌ.

والفَصْلُ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ، بِمَنْزِلَةِ " العِمَادِ " عِنْدَ الكُوفِيِّينَ، كقَوْلِه تَعالى: (إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ)، فقَوْلُه " هُوَ " فَصْلٌ وعِمَادٌ، ونَصَبَ " الحَقَّ " لأَنَّه خَبَرُ " كَانَ "، ودَخَلَتْ " هُوَ " لِلْفَصْلِ.

والفَصْلُ، في القَوَافِي: كُلُّ تَغْيِيرٍ اخْتَصَّ بالعَرُوضِ ولَمْ يَجُزْ مِثْلُهُ في حَشْوِ البَيْتِ، وهذا إنَّما يَكُونُ بإسْقَاطِ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فصَاعِدًا، فإذا كانَ كذلك سُمِّيَ: فَصْلًا؛ وإذا وَجَبَ مِثْلُ هذا في العَرُوضِ لَمْ يَجُزْ أَنْ تَقَعَ مَعَهَا في القَصِيدَةِ عَرُوضٌ تُخَالِفُهَا، ويَجِبُ أَنْ تَكُونَ عَرُوضُ أَبْيَاتِ القَصِيدَةِ كُلِّها عَلَى ذلك المِثَالِ؛ وبَيَانُ هذا أَنَّ كُلَّ عَرُوضٍ تَثْبُتُ أَصْلًا أو اعْتِلالًا، على ما يَكُونُ في الحَشْوِ، نَحْوَ " مُفَاعِلُنْ "، في عَرُوضِ الطَّوِيلِ، لأنَّها تَلْزَمُ، وهي لا تَلْزَمُ في الحَشْوِ، و " فَاعِلُنْ " في عَرُوضِ المَدِيدِ، و " فَعِلُنْ " في عَرُوضِ البَسِيطِ؛ فكُلُّ عَرُوضٍ جَازَ أَنْ يَدْخُلَهَا هذا التَّغْيِيرُ سُمِّيَتْ باسْمِ ذلك التَّغْيِيرِ، وهُوَ الفَصْلُ، ومَتَى لَمْ يَدْخُلْها ذلك التَّغْيِيرُ سُمِّيَتْ: صَحِيحَةً.

وفَصْلُ الخِطَابِ، قِيلَ: هُوَ البَيِّنَةُ على المُدَّعِي واليَمِينُ على المُدَّعَى عَلَيْهِ؛ وقِيلَ: هُوَ أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَ الحَقِّ والبَاطِلِ؛ وقِيلَ: هُوَ كَلِمَةُ " أَمَّا بَعْدُ ".

وقَوْلُه تعالى: (وَلَوْلَا كَلِمَةُ الفَصْلِ)؛ أي: لَوْلا مَا تَقَدَّمَ مِنْ وَعْدِ اللهِ تَعالى، أَنَّهُ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَفَصَلَ بَيْنَهُم الآنَ.

وأَوَاخِرُ الآيَاتِ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: فَوَاصِلُ، بِمَنْزِلَةِ قَوَافِي الشِّعْرِ؛ وَاحِدَتُها: فَاصِلَةٌ.

وسُمِّيَ " المُفَصَّلُ " مُفَصَّلًا، لِقِصَرِ أَعْدَادِ سُوَرِه مِنْ الآيِ.

وقد افْتَصَلْنَا فَصَلاتٍ كَثِيرَةً في هذه السَّنَةِ؛ أي: حَوَّلْنَاهَا.

وقال ثَعْلَبٌ: الفَصِيلَةُ: القِطْعَةُ مِنْ أَعْضَاءِ الجَسَدِ؛ وقِيلَ، هِيَ قِطْعَةٌ مِنْ لَحْمِ الفَخِذِ.

وقد تُسَمَّى " القَطِيعَةُ ": الفَيْصَلَ؛ ومِنْهُ قَوْلُ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ: كُنَّا نَخْلَتِفُ في أَشْيَاءَ فكَتَبْتُها في كِتَابٍ ثُمَّ أَتَيْتُه بِهَا أَسْأَلُه عَنْهَا خَفِيًّا - يَعْني: ابنَ عُمَرَ، رضي الله عنهما - فلَوْ عُلِمَ بِهَا كانَتِ الفَيْصَلَ فِيمَا بَيْنِي وبَيْنَه.

<<  <  ج: ص:  >  >>