وقال الزَّجّاج في قوله تعالى: (فَأَذَاقَهَا اللهُ لباسَ الجُوعِ والخَوْفِ): أي جاعوا حتى أكلوا الوبرَ بالدم، وبلغ منهم الجوع الحالَ التي لا غايةَ بعدها فضُرِبَ اللِّباسُ لِمَا نالهم مثلًا، لاشتماله على لابسه.
وقال ابن الأعرابيّ: في أَمْثالِهِمْ: " أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِس " - ويقال: " ثوب المِلْبَس "، ويقال المَلْبَس - يُضْرَب هذا المثلُ لمن اتسعتْ قِرْفتُه، أي كثُر مَنْ يتّهمه فيما قال.
والمُلْبِس: الّذي يُلْبِسُك ويُجَلِّلُكَ.
قال: والمِلْبَس: اللّباس بعينه، كما يقال: إزَارٌ ومِئْزر، ولِحَافٌ ومِلْحَفٌ، ومن قال: المَلْبَس، أراد ثَوبَ اللُّبس، كما [قال] امرؤ القيس:
ألَا إنّ بَعْدَ العُدْمِ للمرء قِنْوَةً ... وبَعْدَ المَشِيب طول عُمْرٍ ومَلْبَسَا
وروي عن الأصمعيّ في تفسير هذا المثل قال: يقالُ للرّجُل: مِمّن أنت؟ فيقول: من مُضَر أو من رَبيعة أو مِن اليمن، أي عَمَمْتَ ولم تَخُصَّ.
وقال أبو زيد: إنّ في فلان لَمَلْبَسًا، أي ليس به كِبْر، ويقال: كِبَرٌ.
ويقال: ألبسْتُ الشيءَ إلباسًا، إذا غَطَّيْتَهُ، يقال أَلْبَسَت السَّمَاءَ السَّحَابُ، إذا غَطَّتْهَا، ويقال: الحَرَّة الأرض التي ألبستْها حجَارةٌ سُود.
وتلبَّس حبُّ فلانةَ بدمي ولحمي، أي اختلطَ.
وفي الحديث: " فَيَأْكُل فما يَتَلَبَّس بيده طعام "، أي لا يلزَق به، لنظافة أَكْله.
وفي المولد والمبعث: " فجاءَ الملَك فشقَّ عن قَلْبِه. قال: فخفت أن يكون قد التُبِس بي ". أي خُولطتُ، من قولك: في رأيِه لَبْسٌ، أي اخْتِلاط.
ويقال للمجنون: مُخالَطٌ.
* ح - اللُّبْس: السِّمْحَاق.
وجِبْسٌ لِبسٌ، أي لئيم وداهية.
لَبْسَاءُ ورَبْسَاءُ، أي مُنْكَرة.
* * *
[(ل ح س)]
رجل مِلْحسٌ، بالكسر: يَأخذُ كلَّ ما قَدَر عليهِ من حِرْصِهِ.
والمِلْحَس أيضا: الشُّجاع.
واللَّحَّاسة: اللَّبُؤة.