للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* حتّى إذا ما غَيَّبَتْ نَشُوحَا *

وهذا إنْشادٌ مُدَاخَل، والرِّوايةُ:

حتَّى إذا وَلَّيْنَه الكُشُوحَا ... وجامِعًا قد غَنِيَتْ نَشُوحَا

وَلَّيْنَه؛ أي: الصائِدَ. والجامِعُ: الحامِلُ.

* * *

[(ن ص ح)]

قال المُؤَرِّجُ: النِّصَاحَاتُ: حبالٌ يُجْعَلُ لها حِلَقٌ وتُنْصَبُ للقُرُود إذا أَرَادُوا صَيْدَها، يَعْمِدُ الرَّجُلُ فيَأْتِي بِعدَّة حِبَالٍ ثم يَأْخُذ قِرْدًا فيَجْعَلُه في حَبْلٍ منها، والقُرودُ تَنْظُر إليه من فَوْق الجَبَل، ثم يَتَنَحَّى الحابِلُ فتَنْزِلُ القُرُودُ فتَدْخُل في تِلْك الحِبَالِ، وهو يَنْظُر إليها من حَيْثُ لا تَراه، ثم يَنْزل إليها فيَأْخُذُ ما نَشِبَ منها في الحِبَال؛ وهو قولُ الأَعْشَى:

فتَرَى الشَّرْبَ نَشَاوَى غُرَّدًا ... مِثْلَ ما مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ

قال: والرُّبَحُ: القُرُودُ، وأَصْلُها: الرُّبَاحُ.

وقِيل: نِصَاحَاتُ: جِبَالٌ، بالجيم، من جِبَال السَّرَاة. والرُّبَحُ: طَيْرٌ شِبْهُ الزَّاغِ. ويُرْوَى البَيْتُ على هذا التَّفْسير: مِثلَ ما مَدَّت، بفَتح الميم؛ أي: غَنَّت؛ ويُقال للمُغَنِّي: مُدَّ لَنا؛ أي: غَنِّ لَنا؛ شَبَّه غِناء السُّكَارَى وتَرَنُّمَهُم بأصْوَات هذا الطَّيْر، وكانَ يَنْبَغي أن يَقُولَ: مِثْلَ ما مَدَّ رُبَحُ نِصَاحاتٍ؛ لأنّ المَدّ للرُّبَح، ولكنَّه جَعل الصَّوْت للنِّصَاحَاتِ، اتِّسَاعًا، لأنها تُجِيبُ الطَّيْرَ إذا صَوَّتَتْ؛ أي: صَوْت الصَّدَى.

وقد سَمَّوا: ناصِحًا، ونَصِيحًا.

والنَّصْحاءُ: مَوْضِعٌ.

ومِنْصَح: بَلَدٌ؛ قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ:

ولكنّما أَهْلِي بِوادٍ أَنِيسُه ... سِبَاعٌ تَبَغَّى الناسَ مَثْنَى ومَوْحَدُ

لهنَّ بما بَيْن الأَصَاغِي ومِنْصَحٍ ... تَعَاوٍ كما عَجَّ الحَجِيجُ المُلَبِّدُ

الأَصاغِي: بَلَدٌ.

والمِنْصَحَةُ: الإبْرةُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>