وقال الخَليلُ: الفُلْهُدُ، بالضَّمّ: الحادِرُ السَّمينُ، مثلُ " فُرْهُدٍ "، بالرَّاء.
وزَادَ غَيْرُهُما: الفُلْهُود، والمُفَلْهَد.
* * *
[(ف ن د)]
الفِنْدُ، بالكَسْر: الغُصْنُ مِن أَغْصَان الشَّجَر.
والفِنْدُ، أيضًا: أَرْضٌ لم يُصِبْها مَطَرٌ.
ولَقِينَا فِنْدًا من النَّاسِ؛ أي: قَوْمًا مُجْتَمعِين.
وأَفْنَادُ اللَّيْل: أَرْكَانُه.
ولما تُوفِّي النَّبيّ، صلى الله عليه وسلم، صلّى عليه الناسُ أَفْنَادًا.
قال أَبُو العَبّاس ثَعْلَبٌ: يَعْني فُرادَى بلا إمام. وقال غَيْرُه: جماعاتٍ بعد جماعاتٍ.
وحُزِرَ المُصَلُّون عليه، صلى الله عليه وسلم، ثلاثين ألفًا، ومن المَلائكة ستِّين ألفًا، لأن مع كُلِّ مُؤْمن مَلَكَيْن.
وقال النَّبيُّ، صلى الله عليه وسلم: أَتَزْعُمونَ أَنِّي من آخِركم وَفاةً، أَلَا إنِّي أَوَّلُكم وَفاةً، تَتَّبِعُونَني أَفْنادًا، يُهْلِك بعضُكم بَعْضًا؛ أي: تَتَّبِعُونَني ذَوِي فَنَدٍ؛ أي: ذَوِي عَجْزٍ وكُفْرٍ للنِّعْمَة.
وفي حَديثٍ آخَر: أنَّ رَجُلًا قال للنبيّ، صلى الله عليه وسلم: إنِّي أريد أَنْ أُفَنِّد فَرَسًا؛ فقال: عليك به كُمَيْتًا، أو أَدْهَمَ أَقْرَحَ أَرْثَمَ مُحَجَّلًا طُلُقَ اليُمْنى؛ أي: أَجْعَلَه فِنْدًا، وهو الشِّمْراخُ مِن الجَبل العَظيم؛ يُريد: أَجْعَلَه مُعْتَصَمًا وحِصْنًا أَلْتجئ إليه كما يُلْتَجَأُ إلى الجَبَل.
وقيل: مَعْنَاه: أَقْتَنِي فرسًا؛ لأنّ اقْتِناءَك الشَّيء جَمْعُك له إلى نَفْسك، من قولهم للجَماعة المُجْتمعة: فِنْدٌ.
وقيل: التَّفْنِيدُ، بمَنْزلة " التَّضمير "، من " الفِنْد "، وهو الغُصْنُ؛ قال:
مِن دُونها جَنَّةٌ تَقْرُو لها ثَمَرٌ ... يُظِلُّه كُلُّ فِنْدٍ ناعِمٍ خَضِلِ
كأنَّهُ قال: أُريدُ أن أُضَمِّر فَرَسًا حتى يَصيرَ في ضُمْرِه كغُصْن الشَّجَرة، ويَصْلُح للغَزْو والسِّباق.
وقولهم للضَّامِر من الخَيل: شَطْبَةٌ، ممّا يُصَدِّقُه.
وفَنَّدَ الرَّجُلُ تَفْنِيدًا، إذا جَلَس على شِمْراخٍ من الجَبَل.
وأَما قَوْلُ حُصَيْبٍ الهُذَلِيّ:
تُدْعَى خُشَيْمُ بنُ عَمْرِو في طَوائِقِها ... في كُلِّ وَجْهٍ رَعِيلٌ ثم يُفْتَندُ