للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(م ح ق)]

المِحَاقُ، بالكسرِ، لُغَةٌ في " المُحَاقِ " بالضمِّ.

والامِّحَاقُ: الامِّحَاءُ؛ وهو انْفِعَال.

ومَحَّقَه تَمْحِيقًا، مثل: مَحَقَه مَحْقًا؛ ومنه قِرَاءةُ ابنِ الزُّبَيْرِ: (يُمَحِّقُ اللهُ الرِّبَا ويُرَبِّي الصَّدَقَاتِ)، من التَّمْحِيقِ والتَّرْبِيَةِ.

ومَحَّقَ فُلانٌ بفُلانٍ تَمْحِيقًا، وذلك أنَّ العَرَبَ في الجاهِلِيَّةِ، إذا كان يومُ المِحاقِ مِنَ الشَّهْرِ، بَدَرَ الرَّجُلُ إلى ماءِ الرَّجُلِ، إذا غابَ عنه، فيَنْزِلُ عليه ويَسْقِي به مالَه، فلا يَزالُ قَيِّمَ الماءِ ذلك الشَّهْرَ ورَبَّه حتَّى يَنْسَلِخَ، فإذا انْسَلَخَ كانَ رَبُّه الأَوَّلُ أَحَقَّ بِه، وكانت العَرَبُ تَدْعُو ذلك: المَحِيق.

وأنشدَ الجوهريُّ قَوْلَ سَاعِدَةَ:

ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالأَرْزَانِ صَادِيَةً ... في ماحِقٍ مِن نَهارِ الصَّيْفِ مُحْتَدِمِ

هكذا وَقَعَ في النُّسَخِ " صَادِية " بالدال، والرِّوايةُ: صَاوِية، بالواوِ لا غير.

وقال ابنُ حَبِيبَ: صاوِيَةً: عِطَاشًا، ولَعَلَّ هذا التَّفْسِيرَ أَوْهَمَ الجوهريَّ أنها " صَادِيَة " بالدالِ.

وأمَّا البَيْتُ الذي يَلِيه:

قد أُوبِيَتْ كُلَّ مَاءٍ فَهْيَ صَاوِيَةٌ ... مَهْمَا تُصِبْ أُفُقًا مِنْ بارِقٍ تَشِمِ

فرِوايةُ الجُمَحِيِّ: صَاوِيَة، بالواوِ، ورِوايةُ غيرِه: طَاوِية، من الطَّوَى.

وقال الجوهريُّ أيضًا: قال أبو عَمْرٍو: الإمْحاقُ: أن يَهْلَكَ الشَّيْءُ، كمِحَاقِ الهِلالِ؛ وأنشدَ:

أَبُوكَ الذي يَكْوِي أُنُوفَ عُنُوقِهِ ... بأَظْفَارِهِ حتَّى أَسَنَّ وأَمْحَقَا

والرِّوَايَةُ: أَباكَ، مَرْدُودًا على ما قَبْلَه، وهو:

أَلَمْ تَرَ أَنِّي إذ تَخَتَّمْتُ سَيِّدًا ... أَبَنْتُكَ تَيْسًا مِنْ مُزَيْنَةَ حَنْبَقَا

والشِّعْرُ لِسَبْرَةَ بنِ عَمْرٍو الأَسَدِيِّ يَهْجُو خَالِدَ بنَ قَيْسٍ. والحَنْبَقُ: القَصِيرُ.

* ح - امْتَحَقَ؛ أي: احْتَرَقَ.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>