تَتَّقِي الشَّمْسَ بِمَدْرِيَّةٍ ... كَالحَمَالِيجِ بِأَيْدِي التِّلَامِْ
قال: وقال بَعْضُهم: التَّلامِيذُ: الحَمَالِيجُ التي يُنْفَخُ فِيهَا؛ وأنشدَ:
* كالتَّلامِيذِ بِأَيْدِي التِّلامْ *
قال: يُرِيدُ بالتَّلامِيذِ: الحَمَالِيجَ.
قال الأزهريُّ: أَمَّا الرُّوَاةُ فقَدْ رَوَوْا هذا البَيْتَ لِلطِّرِمَّاحِ يَصِفُ بَقَرَةً:
تَتَّقِي الشَّمْسَ بِمَدْرِيَّةٍ ... كَالحَمَالِيجِ بِأَيْدِي التَّلَامِي
بالكسرِ، يُرْوَى بإثْباتِ الياءِ في القافِيةِ، ورَواهُ بَعْضُهم: " بِأَيْدِي التِّلامِ ". فمن رَواهُ " التَّلامِي " بفَتْحِ التاءِ وإثْباتِ الياءِ، أَرادَ: التَّلامِيذ؛ يَعْنِي: تَلامِيذَ الصَّاغَةِ؛ هكذا رَواهُ أبو عَمْرٍو، وقال: حَذَفَ الذَّالَ مِنْ آخِرِهَا، كقَوْلِ أَبِي كَاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ:
لَهَا أَشَارِيرُ مِنْ لَحْمٍ مُتَمَّرَةٌ ... مِنَ الثَّعَالِي ووَخْزٌ مِنْ أَرَانِيهَا
أرادَ: " مِنَ الثَّعَالِبِ "، و " مِنْ أَرَانِبِهَا "؛ ومَنْ رَوَاهُ: " بِأَيْدِي التِّلامِ "، بكسرِ التاءِ؛ فإنَّ أبا سَعِيدٍ قال: التِّلْمُ: الغُلامُ؛ قال: وكُلُّ غُلامٍ: تِلْمٌ، تِلْمِيذًا كانَ أو غَيْرَ تِلْمِيذٍ؛ والجَمْعُ: التِّلامُ.
وقال ابنُ الأعرابيِّ: التِّلَامُ: الصَّاغَةُ؛ والتِّلَامُ: الأَكَرَةُ.
قال الأزهريُّ: وأَمَّا قَوْلُ اللَّيْثِ بِأَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: التَّلامِيذُ: الحَمَالِيجُ التي يُنْفَخُ فِيها، فهو بَاطِلٌ، ما قَالَهُ أَحَدٌ؛ والحَمَالِيجُ، قال شَمِرٌ: هي مَنَافِخُ الصَّاغَةِ الحَدِيدِيَّةُ الطِّوَالُ؛ وَاحِدُها: حُمْلُوجٌ، شَبَّهَ الطِّرِمَّاحُ قَرْنَ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ بِهِ.
* * *
[(ت م م)]
اللَّيْثُ: تَتِمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: ما يَكُونُ تَمَامَ غَايَتِه؛ كقَوْلِكَ: هذه الدَّرَاهِمُ تَمَامُ هذه المِئَةِ، وتَتِمَّةُ هذه المِئَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute