وقال الأصمعيُّ: غَفَقْتُه بالسَّوْطِ، أَغْفِقُه، وهو أَشَدُّ من " العَفْقِ "، بالعينِ المهملةِ.
وقال سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ، رضي الله عنه: مَرَّ بِي عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، رضي الله عنه، وأنا قاعِدٌ في السُّوقِ، وهو مارٌّ لِحَاجَةٍ لَهُ، مَعَه الدِّرَّةُ، فقال: هَكَذا يا سَلَمَةُ عَن الطَّرِيقِ! فغَفَقَنِي بِهَا، فما أَصَابَ إلَّا طَرَفُها ثَوْبِي؛ قال: فأَمَطْتُ عن الطَّرِيقِ، فسَكَتَ عَنِّي؛ حَتَّى إذا كانَ العَامُ المُقْبِلُ لَقِيَنِي في السُّوقِ، فقالَ: يا سَلَمَةُ، أَرَدْتَ الحَجَّ العَامَ؟ قلتُ: نَعَمْ، فأَخَذَ يَدِي، فما فارَقَتْ يَدُه يَدِي حتَّى أَدْخَلَنِي بَيْتَه، فأَخْرَجَ كِيسًا فيه سِتُّمِائَةِ دِرْهَمٍ، فقال: يا سَلَمَةُ، خُذْها واسْتَعِنْ بِها على حَجِّكَ، واعْلَمْ بأنَّها مِن الغَفْقَةِ الّتي غَفَقْتُكَ عامًا أَوَّلَ؛ قلتُ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنين، واللهِ ما ذَكَرْتُها حتَّى ذَكَّرْتَنِيها؛ فقال عُمَرُ: أنا واللهِ ما نَسِيتُها.