وقالَ أبو سعيد: الْجَبْهَةُ: الرِّجالُ الذين يَسْعَوْن في حَمالة أو مغرَمٍ أو جَبْر فقير، فلا يَأْتُون أحدا، إلا استَحيا من ردِّهم. وتقول العرب في الرجل الذي يُعطِي في مثل هذه الحُقوق: يَرْحَمُ اللهُ فلانًا فقد كان يُعْطِي في الْجَبْهَة.
وقيلَ في قول النبي صلى الله عليه وسلم "لَيْس في الْجَبْهَة ولا في النَّخَّة ولا في الكَسْعة، صدقة إنَّ المصدّق إذا وَجَد في أيدي هذه الْجَبْهَةِ من الإبل ما تَجبُ فيه الصَّدَقَةُ لم يَأْخُذْ منها الصدَقَةَ لأنهم جمعوها لمغرمْ أو حَمالة". وأما قوله الآخر: أخرجوا صَدَقاتكم، فإنّ الله قد أراحكم من الجبهة والشَّجَّة والْبَجّةَ، فقيل: إن الْجَبْهة المَذَلَّة، وقيل: اسم صنَم.
واجتبهتُ ماء كذا اجتباهًا؛ إذا أَنكَرْتَهُ ولم تَسْتَمْرِئه.