وقال شَمِرٌ: كانَتْ ضَيْعَة العَرَبِ سِياسَةُ الإبِلِ والغَنَم. قال: ويَدْخُلُ في الضَّيْعَة الحِرْفَةُ والتِّجارَة، يُقال للرَّجُل: قُمْ إلى ضَيْعَتِك.
وقال الأزهريّ: العَرَبُ لا تَعْرِف الضَّيْعَة إلَّا الحِرْفَةَ والصِّناعَة، وسَمِعْتُهم يقولون: ضَيْعَةُ فلانٍ الخِرازَةُ، وضَيْعَة الآخَرِ الفَتْلُ وسَفُّ الخُوصِ، وعَمَلُ النَّخْلِ، ورَعْيُ الإبِلِ، وما أَشْبَه ذلك.
ومن أَمْثالهم:" إني لَأَرى ضَيْعَةً لا يُصْلِحها إلّا ضَجْعَةٌ ". قالَها راع رَفَضَتْ عَلَيْهِ إبلُه في المَرْعَى فأراد جَمْعَها فتبَدَّدَتْ عَلَيْه فاسْتَعانَ حِينَ عَجَز بالنّوْم. قال جَرِيرٌ:
وقُلْنَ تَرَوَّحْ لا نَكُنْ لَكَ ضَيْعَةً ... وقَلْبَكَ لا تَشْغَلْ وهُنَّ شَواغِله
وفُلانٌ بدارِ مَضْيَعَةٍ، مِثالُ مَطْيَبَةٍ: لغة في مَضِيعَة مِثال مَعِيشةٍ.
وقال النَّضْرُ في قوله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ تَرَك ضَيَاعًا فإلَيَّ ": الضَّياعُ بالفتح: العِيالُ، وقيل: العِيالُ الضُّيَّعُ، فسمّاهم بالمَصْدَر، ولو كُسِرَت الضادُ لكانَ جَمْعَ ضائع، كجِياعٍ في جَمْع جائع.
* * *
[فصل الطاء]
[(ط ب ع)]
طَبَعْتُ الدَّلْوَ طَبْعًا: مَلَأْتُها، مثلُ طَبَّعْتُها تَطْبِيعًا. ويُقال: قَدَدْتُ قَفا الغُلام: إذا ضَرَبْتَه بأطرافِ الأصابِع، فإذا مَكَّنْتَ اليَدَ من القَفا قُلْتَ: طَبَعْتُ قَفَاهُ.
وطَبِعَ الرجلُ، مثلُ سَمِعَ: إذا لم يَكُنْ له في الأمْرِ نَفاذٌ.
وقال ابنُ الأعرابيّ: الطَّبْعُ، بالفتح: المِثالُ. يُقالُ: اضْرِبْهُ على طَبْع هذا، وعَلَى غِرارِه، أي مِثالِه.