وقالَ قَبيصَةُ بنُ جابرٍ الأَسَديُّ، وذَكَرَ عَمْرَو بنَ العاصِ:" ما رَأْيْتُ أَقْطَعَ طَرَفًا منه "، أي لِسانًا؛ يُريدُ أَنَّه كانَ ذَرِبَ اللِّسانِ. وفي حَديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم " أَنَّهُ كانَ إذا اشْتَكَى أَحَدٌ من أهْلِهِ لَمْ تَزَلِ البُرْمَةُ على النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْهِ "، أرادَ بالطَّرَفَيْنِ البُرْءَ أو المَوْتَ، لأنّهما غايَتا أَمْرِ العَلِيلِ.
وقيلَ في قولِه تَعالى (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها): قيلَ هو فُتُوحُ الأَرَضِينَ. وقيل: هو مَوْتُ عُلَمائِها.
وقولُه تَعالى (قَبْل أَنْ يَرْتَدَّ إلَيْكَ طَرْفُكَ): قيلَ معناه: قَبْلَ أنْ يَأْتِيَكَ أَقْصَى مَنْ تَنْظُرُ إليه، وقيلَ: قَبْلَ أَنْ يَنْتَهِيَ طَرْفُكَ إذا مَدَدْتَه إلى مَدَاهُ. وقيلَ: قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ طَرْفُكَ حَسِيرًا إذا أَدَمْتَ النَّظَرَ، وقيل: مِقْدارُ ما تَفْتَحُ عَيْنَيْكَ ثم تَطْرِفُ.