وقال أبُو زَيْدٍ: تاخَه بالمِتْيَخةِ؛ ووتَخَه بالمِيتخَة؛ ومَتَخه بالمِتِّيخَة، بتشديد التاء؛ أي: ضَرَبه بالعَصَا. ويُرْوَى باللُّغات الثَّلاث ما رُوِي عن النَّبيّ، صلى الله عليه وسلم، أنه أَتى بأَبِي شُمَيْلة، وهو سَكْرانُ، فقَبَض قَبْضَةً من تُراب فضَرَب بها وَجْهه، ثم قال: اضْرِبُوه، فضَرَبُوه بالثِّياب والنِّعال والمِتِّيخة.
ورُوي: أتى بشَارِبٍ فأَمرَهم بجَلْده، فمِنهم من جَلده بالعَصا، ومنهم من جَلده بالنَّعل، ومنهم مَنْ جَلده بالمِتِّيخة.
ورُوِي: خَرَج وفي يَدِه مِتِّيخةٌ في طَرفها خُوصٌ مُعْتَمِدًا على ثابت بن قَيْس.
قال بعضُهم في " المِتِّيخَة ": إنّها من: تَاخ يَتُوخ، وليس بصَحِيح، ولو كانت منه لَصَحَّت الواو، كقولك: مِسْورة، ومِرْوحَة، ومِحْوقَة؛ ولكِنها من: طَيَّخة العَذَابُ، إذا أَلح عليه؛ ودَيَّخة، إذا ذَلَّله؛ لأن التاء أخْت الطاء والدَّال؛ كما اشْتَقّ سِيبَويه قَوْلَهم: جَمَلٌ تَرَبُوتٌ، من " التَّدْرِيب ".