وقيل: بنُو غَبْرَاء في قَوْل طَرَفَةَ:
رَأَيْتُ بني غَبْرَاءَ لا يُنْكِرُونَنِي ... ولا أَهْلُ هَاذَاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ
: هم الذين يَتَناهَدُون في الأَسْفَار.
ويُقال: رَجَع فُلانٌ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ، إذا رَجَع خَائِبًا ولم يُصِبْ شَيئًا. وقال زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ: تَركتُه على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ، إذا خَاصمتَ رَجلًا، فخَصَمْتَه في كلِّ شَيْءٍ؛ وغَلَبْتَه على ما في يَدَيه.
وعِزٌّ أَغْبَرُ: ذاهبٌ دَارِسٌ؛ قال المُخَبَّل السَّعْدِيّ:
وأَنْزَلَهم دَارَ الضَّياعِ فَأَصْبَحُوا ... على مَقْعَدٍ مِن مَوْطِنِ العِزِّ أَغْبَرَا
والغَبَرُ، بالتَّحْريك: دَاءٌ في باطِن خُفِّ البَعير.
وقال الأصمعيّ في قَوْل القَطاميّ:
يا نَاقَ خُبِّي خَبَبًا زِوَرَّا
وقَلِّبي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
: إن المُغَبَّر الذي دَوِيَ باطنُ خُفِّه، والزِّوَرُّ: السَّيْر الشَّدِيد.
والغِبْر، بالكسر: الحِقْد، مثل الغِمْر.
وقد سَمَّوْا غُبَارًا، بالضَّمّ، وغَبَرَةَ، بالتَّحْريك، وغَابِرًا.
والغُبْرَانُ، مثل الغُفْرَانِ، والنُّونُ مَرْفُوعَةٌ: رُطَبَتَان في قِمَع واحدٍ؛ كما أنّ الصِّنْوَانَ نَخْلَتانِ في أَصْل واحدٍ، والجَميع غَبَارِينُ.
وقال اللَّيث: المُغبِّرَة قَوْمٌ يُغَبِّرُونَ، يَذْكُرُون اللهَ عَزَّ وجَلَّ بدُعَاء وتَضَرُّع، كما قال:
عِبَادُكَ المُغَبِّرَهْ * رُشَّ عَلَيْنا المَغْفِرَهْ
وقد سَمَّوْا ما يُطْرِبُون فيه من الشِّعْرِ تَغْبِيرًا؛ كأنهم إذا تَنَاشَدُوه بالأَلْحان طَرِبُوا فَرَقَصُوا وأَرْهَجُوا، فسُمُّوا المُغَبِّرَةَ لهَذَا المَعْنَى.
وقال ابن دُرَيد: التَّغْبِيرُ تَهْلِيلٌ أو تَرْدِيدُ صَوتٍ يُرَدَّدُ بقراءة وغيرها.
وقال الشافعيُّ رحمه الله: أَرَى الزَّنَادِقةَ وَضَعُوا هذا التَّغْبِيرَ لِيصُدُّوا النَّاس عن ذِكْرِ اللهِ وقراءَةِ القُرْآن. وقال الزّجّاج: سُمُّوا مُغَبِّرينَ؛ لتَزْهِيدِهم النَّاسَ في الفَانِيَةِ، وهي الدُّنْيا؛ وتَرْغيبهم إيَّاهم في الآخرة؛ وهِي الغَابِرَةُ البَاقيَةُ.
والغُبْرُورُ: طَائرٌ.
والغَوْبَرُ، مثالُ جَوْهَرٍ: جنْسٌ من السَّمَك، وقد يُقال فيه: الغُبَرُ، مثالُ صُرَد.
ودَارَةُ غُبَيْرٍ لِبَنِي الأَضْبَطِ: بها ماءٌ يُقالُ له: الغُبَيْرُ.